عملية استرداد أفريقيا تجري بنجاح!
ليس بالضرورة أن تقود مصر أفريقيا بصيغة الستينيات كما كنا نفعل في عهد جمال عبد الناصر.. كانت القارة وقتها تبحث عن الحرية وأغلب دولها تخضع لاحتلال مجرم، نهب ثرواتها وأذل شعوبها، ووجدوا جميعا في القاهرة الخلاص والملاذ.. وتشهد أحياء الزمالك والدقي ومصر الجديدة والهرم كيف كانت وفود حركات التحرر الأفريقي تعيش في مصر بأمان، تقود من بلادنا أشرف مهمة في التاريخ..
مهمة تحرير الإنسان من الظلم والنهب والعبودية.. وكيف قدر الله لمصر أن تشرف على تلك المهمة الأشرف في التاريخ.. وقد أدتها بأمانة يشهد بها الجميع، ويتذكر الأفارقة مصر بسببها بكل خير.. ليس جمال عبد الناصر لوحده إنما لأسماء أخرى مهمة لعبت أدوارا غاية في الأهمية يشير التاريخ لبعضها، لكنها لم تكتب بعد بشكل كامل ولا تفصيلي ولا منصف، من أبرزهم السيد محمد فايق أطال الله عمره، وأسطورة المخابرات العامة الراحل فتحي الديب وآخرين!
اليوم تعود مصر إلى أحضان أفريقيا بعد أن تحررت وأصبح لها ما يقرب من 55 مقعدا بالأمم المتحدة، وعدد سكان يتجاوز المليار وربع المليار نسمة، وحققت بعض بلدانها معدلات تنمية كبيرة، وانتقل بعضها إلى مراحل مشجعة من التقدم، تطرح مصر صيغة أخرى لقيادة أفريقيا تعتمد على المصلحة بالتعاون..
تبدأ مصر برؤية صحيحة للقارة، أدركت أن عددا من التجمعات الاقتصادية موجود بالفعل بخلاف "الكوميسا"، فتطرح في 2015 صيغة التعاون بين أهم ثلاثة تكتلات، فكانت في شرم الشيخ اتفاقات التعاون والتجارة بين "الكوميسا" و"مجموعة شرق أفريقيا" و"اتحاد جنوب أفريقيا الإنمائي"، وهي تجمعات تضم 625 مليون نسمة، وألف مليار دولار دخل قومي إجمالي، وهو ما تطور يوما بعد يوم إلى قمة اليوم!
مصر تستعد جيدا لرئاسة الاتحاد الأفريقي العام القادم، ورؤيتها ليست اقتصادية فحسب إنما شاملة، تطرح تصورات لمكانة المرأة ودور الشباب، وبالتالي تدفع التقدم بالقارة القديمة إلى الأمام!
أفريقيا نهبت وسرقت ونقلوا أبناءها كعبيد، بنوا على أكتافهم بالسخرة مجد الولايات المتحدة الذي تتباهى به وتهيمن به على العالم، واليوم مصر تضع رؤيتها لقارة متقدمة وتصورات لـ2063 ذكرى مائة عام على تأسيس الاتحاد أفريقي، بعد أن وضعت مصر الستينيات رؤيتها وجهودها لقارة متحررة متحدة وضعت أسس اتحادها في 1963!
إننا لا نحكي حواديت وقصص إنما إن عرفنا تاريخنا جيدا صنعنا مستقبلنا جيدا!