هل تفهم حماس؟!
لولا السلطة الفلسطينية والمجموعة العربية وجهودها الدبلوماسية لكانت أمريكا نجحت في استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين حركة حماس ومعها حركة الجهاد الفلسطينية ويدمغهما بالإرهاب.. ففي مواجهة الضغوط الهائلة التي قامت بها المندوبة الأمريكية على العديد من الدول خاصة في أفريقيا وآسيا، وفي ظل تأييد أوروبا لمشروع القرار الأمريكي، فإن المجموعة العربية ومعها السلطة الفلسطينية ناورت دبلوماسيا بنجاح، حتى لا يمر المشروع الأمريكي..
فقد طرح المندوب الكويتي ممثلا للمجموعة العربية ضرورة حصول المشروع الأمريكي على غالبية الثلثين حتى يتم إقراره لأنه يندرج تحت المادة ٨٣ المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين، وتم التصويت على ذلك فحصل الطلب الكويتي على ٧٥ صوتا ضد ٧٢ صوتا مع امتناع ٢٦، وبذلك صار المشروع الأمريكي يحتاج لأغلبية الثلثين لإقراره. وهكذا رغم حصول المشروع الأمريكي في التصويت على ٨٧ صوتا من ١٩٣ صوتا بالجمعية العامة لم يتم إقراره.
وبذلك نجت حماس ومعها حركة الجهاد من دمرها بالإرهاب بفضل موقف السلطة الفلسطينية والمجموعة العربية التي نجحت في جمع ٥٧ صوتا عارضوا مشروع القرار الأمريكي، وحرموه مع نحو ٣٣ صوتا امتنع أصحابها عن التصويت من إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة له.
والسؤال الآن هل تستوعب حماس ذلك وتمضي قدما في تنفيذ المصالحة الفلسطينية بجد وإخلاص، وتتوقف عن تلك المناورات التي لجأت إليها لتعطيل هذه المصالحة التي ترعاها مصر بصبر كبير؟.. وهل تفهم حركة حماس أن هناك نحو ٨٧ دولة صوتت ضدها؟.. وهل تعي أنها تحتاج أن تغير من مواقفها وتدرك أنها تحتاج للاحتماء بالسلطة الفلسطينية والأشقاء العرب، وأن مراهنتها على إيران أو تركيا لن يفيدها، وأن قطر تضرها؟
لو استوعبت حماس ما حدث في الجمعية العامة فإنها سوف تتغير حقا، ولن ينظر إليها بوصفها إحدى حركات الإخوان أولا فلسطينيا وعربيا.