رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يجري في مصر بالضبط؟!


ريموت التلفاز يقود إلى برنامج على إحدى القنوات يحكي فيه أحدهم كيف خانته زوجته وامتلاكه شريطا يثبت الوقائع بالصوت والصورة!!.. الضيف يحكي بغير قناع يخفي وجهه، وبالتالي فيمكن لأقارب وأهل وجيران ومعارف وأصدقاء وزملاء الطليقة أن يعرفوا المقصودة وأسرتها.. وبالطبع انتهت الفقرة دون رد من الطرف الآخر أو توضيح منه!


تغلق التلفاز لتتصفح الأخبار فإذا بحادث مروع يقتل فيه أب أولاده ثم ينتحر والأجهزة المعنية تعثر على الجثث الثلاث طافية فوق مياه النيل بأحد أحياء القاهرة! الاخبار تقول إن زوجته أم الأطفال تركت المنزل ففعل ما فعل انتقاما منها!

تهرب من الحادث المفجع لنتوقف أمام خبر التوصل إلى قاتل ممرض بالخصوص بمحافظة القليوبية وأن القاتل هو من هربت معه الزوجة إلى قريته بأسيوط.. وأنه من قتل الزوج بعد ضبطه مع زوجته بمفردهما في المنزل.. ثم وقائع مأساوية للقتل وتفاصيل مؤلمة عن الأسباب المؤدية لذلك!

ما سبق حصيلة ساعة واحدة تقريبا من التنقل بين التلفاز والمواقع الصحفية! والحصيلة ستتضاعف إن تضاعف وقت البحث والتصفح! والخلاصة: هذه ليست مصر التي نعرفها.. نوع الجريمة تغير.. شكل الجريمة تبدل.. أسباب الجريمة ليست هي أسبابها في الماضي من الدفاع عن الشرف أو العرض أو المال أو الاعتبار أو حتى للثأر!

وتغيرات مجتمعنا ليست جديدة.. أبدا.. الكثيرون يرصدون ذلك منذ فترة.. ولم تتوقف الكتابات عن ذلك.. أما الغريب في الأمر هو أن نداءاتنا لم تتوقف لتتقدم جهة معنية ترصد وتحلل.. تحشد علماء الاجتماع بمصر ومعهم خبراء الجريمة والطب النفسي لتحليل الأمر والبحث عن حلول ووضع توصيات تتلقفها الحكومة إذ لم تشرف الحكومة على الأمر كله..

أما أن يترك البلد سداح مداح فنقف إذا جميعا أمام كارثة قادمة!

أين المؤسسات والهيئات المعنية نتساءل للمرة العاشرة؟ أين مراكز البحوث والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وأقسام الاجتماع بكليات الآداب بمصر وغيرها وغيرها وقبلهم وزارة التضامن والحكومة كلها؟!
استفيقوا يا سادة.. استفيقوا يرحمكم الله ويرحمنا!
الجريدة الرسمية