رئيس التحرير
عصام كامل

محمد صبحي.. الرجل الأنسب في المكان المناسب!


مع حفظ كل الألقاب يبقى خبر ترشيح المبدع الكبير الفنان محمد صبحي لرئاسة لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام مهما للغاية.. إذ من شأنه في حال تحققه وتسلم الرجل لمهامه أن يضبط خللا طال طويلا.. وأن يبدأ فورا في مواجهته بنفسه وبصلاحيات رسمية هذه المرة.. بعد أن ظلت صلاحياته إرشادية أدبية لمكانته الكبيرة في عالم الثقافة والفن والإبداع..


وحتى لا يكون الأمر فخا له كانت أول تصريحات الفنان الكبير أنه لن يقبل التكليف ليفرض رقابة على الفن.. بل ستكون مهمته استنهاض طاقات الفنانين وضخها في الطريق الصحيح.. لكنه يعود ليطمئن الناس أنه لن يترك المجال سداح مداح، بل يؤكد أن القواعد التي وضعها الأعلى للإعلام كمعايير للعمل الفني الصحيح كفيلة بالرقابة على الأعمال.. أما دوره فسيكون لإطلاق الطاقات وتفجيرها!

ما يقوله صبحي هو الصحيح.. حصار الأوبئة التي تنسب زورا للفن لن يكون إلا بحصارها بالفن الحقيقي.. ما ينفع الناس سيطرد كل غث.. وما يخدم المجتمع سيقبل عليه المجتمع وسيلفظ كل ردئ وسيطارده حتى يلفظ آخر أنفاسه!

خلل كبير حصل في بناء منظومة الفن المصري بخروج الدولة المصرية من الإشراف عليها.. وتوقفها عن الإنتاج الفني في السينما بإلغاء المؤسسة العامة للسينما عام 72، وبلا أي مبرر وتحولها إلى كيان آخر سرعان ما تراجع ثم تقلصت مخصصات مسرح الدولة وبعدها انخفضت ميزانية الإنتاج التليفزيوني حتى انعدمت تماما.. وهو ما سمح لتجار الشاشات بالتسلل للمجال ومنه إلى بيوت المصريين وطرح ما تشاهدونه من انحطاط وابتذال!

محمد صبحي الاختيار الأنسب.. وهو من رفض مناصب أخرى أكثر وجاهة لكنه يرحب بما يتأكد أنه المكان الذي سيؤدي فيه ويحتاجه.. وهو عمل تطوعي في المقام الأول والأخير.. والسطور السابقة تهدف إلى حماية الترشيح حتى يصل لمستحقيه وأن يكون الترشيح في حماية الرأي العام وأن تبتعد من المشهد الآن -والآن يعني الآن- كل أيدي شريرة تتربص بكل ترشيح صحيح وسليم لتستبدله بكل فاشل وبالتالي بكل فشل!

صبحي يتألق بمسرحيته "خيبتنا" -وهي تحتاج إلى مقال طويل ومستقل- ولا ينقصه مواقع أو أعمال إضافية فاتركوه يقدم لوطنه ولشعبه بمصر والوطن العربي كله خلاصة خبرته الطويلة ومشواره المجيد!
الجريدة الرسمية