الأصدقاء الثروة الحقيقية
الثروة الحقيقية لأى إنسان لا تقاس بكم الأموال التي يحوزها في البنوك أو الأصول المختلفة من أراضٍ وعقارات يملكها، ولا بقيمة الأسهم التي له في الشركات.. وإنما الثروة الحقيقية فعلا وصدقا تتمثل في عدد الأصدقاء المخلصين الأعزاء الذين خرج بهم الإنسان من رحلة الحياة.
وعندما أتابع اليوم رحلة حياتى فإننى أعتبر نفسى والحمد لله شديد الثراء في ذلك.. حيث وهبنى الله في كل مراحل حياتى، من الطفولة إلى الشيخوخة أصدقاء رائعين، كانوا خير العون دوما في أوقات الشدة والأيام الصعبة وخلال الظروف القاسية التي مرت بى.
الأصدقاء في حياتى كانوا دوما هم هدية السماء لى.. هدية جميلة للغاية وغالية جدا لا تقدر بالمال، ولا يعى قدرها الا من خبرها وجربها واستمتع بها مثلى، خاصة مع أصدقاء العمر الذين شاركتهم الأحلام والآمال والطموحات ذاتها، وشاركتهم أيضا التحديات والصعوبات والأحزان التي واجهناها سويا ومعا.
وأستطيع أن أسرد الكثير من الحكايات والمواقف في هذا الصدد، أشرت إلى بعضها في كتابى (نصف قرن قتال في بلاط صاحبة الجلالة).. والعنوان الأساسى لها هو الإخلاص والوفاء وكل شىء جميل وعظيم في هذه الحياة.
شكرًا لله على عطيته التي وهبنى إياها.. وأتمنى من كل قلبى أن يعتز ابنى "شهدى" وحفيدتي "جنى" و"جودى" في حياتهم بهذه العطية السماوية أيضا، وأن يقدروها مثلما قدرتها.. فالأصدقاء الأعزاء المخلصون هم الثروة الحقيقية للإنسان.. حب الناس لا يقدر بكل أموال الدنيا.