الجمع بين الجبلاية والإعلام هو قمة الفساد!
لا أعتقد أن المسئولين باتحاد الكرة المصري أصبحوا مشغولين بما كان ينادي به المرحوم الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق بضرورة عدم الجمع بين عضوية الجبلاية والعمل الإعلامي، فبحسبة بسيطة تجد أن ما يقرب من 90 % من مسئولي الجبلاية الحاليين مرتبطون بعمل إعلامي خارجي، وهو ما يعتبر بكل تأكيد تضاربا في المصالح.. ليس فقط من خلال الحصول على المعلومات كسبق إعلامي لتقديمها في برامجهم ولكن أيضا كاستغلال لهذين المنصبين في أمور كثيرة قد يكونون مجبرين عليها في الكثير من الأوقات.
من هذا المنطلق أعتقد أن أكبر فشل يمكن أن يلاحق هذا الاتحاد ليس سوء الإدارة أو المجاملات التي أصبحت بمثابة أساسيات ضرورية مثل الماء والهواء، وإنما هذا الجمع بين العمل الإعلامي وعضوية الاتحاد.
ومهما قيل ممن يجمعون هذين المنصبين داخل الجبلاية بأنهم قادرون على الفصل بين المنصبين إلا أن الحقيقة المؤكدة هي أن عدم قدرة الجمعية العمومية "الملاكي" لهذا الاتحاد باتخاذ قرار يمنع الجمع بين عضوية الاتحاد والعمل الإعلامي هو من وجهة نظري قمة "الفساد".. فالفساد الإداري قد يكون أخطر من الفساد المالي في مثل هذه الحالات.
وعلى سبيل المثال فلا أحد يحدثني عن قدرة أحد من أعضاء الجبلاية الذين يعملون في العمل الإعلامي في انتقاد الشركات الراعية لبرامجهم في الفضائيات أو مقالاتهم في الصحف التي يكتبون فيها.. فهم في الأساس يعملون في هذه الشركات يحصلون منها على أموال مع أول كل شهر.. فكيف بالله عليكم يكون عضو في اتحاد الكرة يقبض راتبه الشهري من شركة راعية لها مصالح وتعاقدات وصفقات مع الاتحاد الذي ينتسبون إلى مجلس إدارته؟!
وبما أن المقدمات دائما تؤدي إلى نتائج.. فالفشل سيكون هو النتيجة الطبيعية لأي مجلس إدارة لأي مؤسسة في العالم يرتبط أعضاؤها بوظائف ومصالح مع شركات ومؤسسات متداخلة مع عمل أعضاء هذا المجلس.. ولذلك من وجهة نظري لن ينصلح حال الكرة المصرية طالما المصالح تحكم والفساد الإداري يسيطر والمجاملات أسلوب حياة.
ولنا عودة طالما في العمر بقية..