«مياه أفريقيا في خطر».. الخلل البيئي يدمر بحيرات وأنهار القارة السمراء.. الصرف الصحي والملوثات الصناعية يهددان حياة الملايين.. الأمم المتحدة تكشف الخطر.. والنيجر وأوغندا أبرز المتضررين
هناك حد فاصل بين استغلال الطبيعة والاستفادة منها وبين تدميرها، لكن هذا الخط يبدو أنه لم يصل صحيحًا للإنسان الذي بات يعبث في كل شيء، يدمر الطبيعة ونظمها وفي النهاية لن يدفع الفاتورة إلا هو.
أبرز مثال على ذلك ما يحدث في القارة السمراء الغنية بمواردها المائية، والتي ظلت منذ وجودها تتميز بالأنهار الكبيرة، والأمطار الغزيرة، إلا أن تلك الوفرة المائية باتت مهددة حالية ويواجهها أخطار كبيرة تسبب فيها بشكل كبير الإنسان.
تنمية غير صحيحة
ويكشف تقرير للأمم المتحدة للنظم الإيكولوجية للمياه، أن هناك الكثير من الأخطار التي تسبب فيها للإنسان بسبب أنشطة التنمية غير المخطط لها على نحو سليم، ما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، وإضرار كثيف على النظم الإيكولوجية الرئيسية، وتلوث المغذيات في المسطحات المائية.
وأبرز تلك الأنشطة استخدام الأسمدة، والتأثيرات السامة لمبيدات الآفات الزراعية، بالإضافة إلى وقوع عدد من الأنهار الأفريقية تحت تهديد من الطاقة الكهرومائية والتلوث من الري، وتعديات البشر والأنواع الغازية.
أبرز الآثار
السلبيات لم تعد مجرد حديث، فالتقرير يكشف أن هناك بحيرات عديدة في أفريقيا تواجه كوارث، مثل أسماك الفرخ النيلي في بحيرة فيكتوريا والأعشاب الزنبقية المائية في العديد من البحيرات، وهذا يشكل تهديدا رئيسيا لكثير من الأنواع المتوطنة.
كما تتعرض الأنهار لنفس المشكلة، فتعتبر منطقة وسط «بوتيتي» في شمال وسط بوتسوانا، واحدة من أكثر المناطق تدهورا في بوتسوانا. وفي النيجر، يعاني نهر النيجر من التلوث بأكثر من 2200 متر مكعب من النفايات الصناعية من مدابغ الجلود، ومصانع الصابون والزيوت، ومياه الصرف الصحي التي تحتوي على الصبغات، والملوثات الكيميائية، والمعادن الثقيلة.
وتدهور قطاع مصايد الأسماك بحدة في أوغندا، وانحصر الإنتاج من 39301 طن في عام 2005 إلى نحو 15417 طن في عام 2010، نتيجة لانخفاض المصيد، وانخفاض الأرصدة، والصيد الجائر وتوسع الأسواق الإقليمية، كما تتعرض مواقع الأراضي الرطبة بما فيها بعض مواقع رامسار في غانا لتدهور ايضًا.
وأوضح التقرير أن التعدين والممارسات الزراعية الخاطئة يمثلان ضغطا رئيسيا على النظم الإيكولوجية للأراضي الرطبة، وفي جنوب أفريقيا، من بين نحو 800 نوع من النظم الإيكولوجية للأراضي الرطبة، يتعرض ما نسبته 65 في المائة للتهديد مع ما نسبته 48 في المائة تهديدا حرجا، و12 في المائة معرضة للانقراض و5 في المائة ضعيفة.