لو كانت بلادك فقيرة فأنت فقير مهما يبلغ غناك!
لا جدال أن الرئيس السيسي منذ أن تولى مقاليد الحكم وهو يحث ويدعو رجال الأعمال والأثرياء، للمشاركة طواعية ومن منطلق الواجب الوطني دون إجبار لرصيد وافر في تنمية الوطن، وانتشاله من معاناته الاقتصادية وظروفه الصعبة التي خلفتها سنوات ما بعد يناير 2011.
وهنا يحضرني قول الرئيس السيسي: "لو كانت بلادك فقيرة فأنت فقير مهما يبلغ غناك".. وذهب الرئيس لأبعد من ذلك حين أقسم أنه لو كان يملك 100 مليار جنيه لتبرع بها لمصر.. الأمر الذي يجعل رجال أعمال وأثرياء هذا الوطن عرضة لتساؤلات عديدة، تبدو طبيعية ومنطقية في ظروف كظروفنا.
فثمة من يتساءل وهذا حقه: ألم يكن لمصر فضل كبير على أغنيائها وموسريها حين أعطتهم- بلا حدود- مقومات هذا الثراء، وخيرات هذا النجاح ولم تضن عليهم بالمال والشهرة والأمن، ناهيك عما أنفقته عليهم تعليمًا وصحة ورعاية في سني أعمارهم المختلفة.. فهل ردوا الجميل لبلدهم حين احتاج لذلك.
لم يدرك أغنياء مصر أن بقاءهم واستقرارهم مرهون ببقاء بلدهم قويًا متماسكًا في ظل دولة مدنية، يحكمها الدستور والقانون.. لا بلد فوضوي تسلطت عليه عقول متخلفة رجعية، وذوو دعاوى باطلة ورغبة في القهر وسفك الدماء.. ألم يسأل هؤلاء الأثرياء أنفسهم: ماذا لو استمرت جماعة الإخوان في حكم مصر.. كيف كانوا سيأمنون على أموالهم واستثماراتهم بل حياتهم.. أم كانوا سيهربون للخارج بأموالهم وأنفسهم.
وإذا نجحوا في ذلك، فهل كانوا سيشعرون في الغربة بالأمن ودفئ الوطن.. وهل فكروا في معاناة الفقراء والطبقة الوسطى الذين تحملوا ولا يزالون -كعادتهم- الشطر الأكبر من فاتورة القرارات الاقتصادية الإصلاحية، أم تناسى هؤلاء أن فقراء مصر، وهم عمالها وصناعها وحرفييها وفلاحيها وجنودها في الجيش والشرطة وصغار موظفيها هم ملح هذه الأرض، وأهلها الحقيقيون والقوة الحيوية التي هي مستعدة لدفع حياتها ثمنًا للدفاع عن بلدهم، إذا ما دعت الحاجة.