رئيس التحرير
عصام كامل

«تونا الجبل الجديدة».. حصاد التخطيط المر منذ عهد مبارك بالمنيا (صور)

فيتو

أخفت الرمال معالمها، وأثرت حرارة الجو على جدران منازلها، التي بدت وكأنها أوشكت على الانهيار بالكامل، إنها قرية "تونا الجبل الجديدة"، الحلم الذي غاص في رمال الصحراء، فالمارة على مدينة ملوي، جنوبي المنيا عبر الطريق الصحراوي الغربي، يراها كما لو كانت مدفونة في الرمال.


بدأت فكرة إنشاء القرية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ضمن سياسة كانت تستهدف حل أزمة إسكان الشباب، وبالفعل تم إنشاء قرية متكاملة في غرب مدينة ملوي، وضمن أكثر من 75 منزلا وسط الصحراء ومدرسة ووحدة صحية ومسجد، بالإضافة إلى تسلم 5 أفدنة لكل متقدم للزراعة وتعمير الصحراء.

ففي هذا السياق، قال "محمد علي عرفان"، أحد أهالي القرية، عقب الانتهاء من المشروع تقدم المئات من شباب القرى المحيطة بالقرية الجديدة في محاوله لاقتناص الفرصة، وكان ضمن شروط التقدم دفع 5000 جنيها، وبعد تسليم جميع الأوراق المطلوبة والدفع أعلن المسئولون عن توزيع المنازل على الأسماء المعلنة، ليتفاجئوا بأن الأرض المطلوب استصلاحها هي أرض صخرية، وليست رملية، ناهيك عن عدم دق آبار للري، بالإضافة إلى انعدام وجود تيار كهربائي، حيث إن القرية كانت مشيدة دون مرافق.

وأضاف عرفان أن الــ5 أفدنة تم تقليصهم إلى 3 فقط، وهذا مخالف لشروط التعاقد، ومع ذلك وافقنا على استلامهم، ولكن كيف تتم الزراعة في أرض صخرية، ومن هنا أصبحت القرية خالية على عروشها، وضاع حلم الشباب.

ولفت علي عبد الحميد إلى أن القرية متكاملة، ولكن سوء التخطيط كان سببا رئيسيا لعدم سكنها، فكيف تسكن في مكان بدون "مياه، كهرباء، أمن"، فكانت الشروخ والتآكل نصيب منازل تلك المدينة، التي أهدرت فيها الدوله الملايين في إنشاءها، وتعاقب العديد من المحافظين والحكومات ورؤساء مركز ملوي على تلك الأزمة، ولكن لا حياه لمن تنادى.

وناشد "عبد الحميد" اللواء قاسم حسن، محافظ المنيا، بالتدخل لحل تلك الأزمة التي أرهقت شباب القرى بملوي.

"فيتو" حاولت التواصل هاتفيا مع اللواء فادي سمعان، رئيس مجلس مدينة ملوي، دون أن يرد.
الجريدة الرسمية