«زوجة العقرب».. نتنياهو يطلق العنان لـ «سارة» لقيادة الحراك الصهيوني
يبدو أن التحركات الصهيونية لتعزيز مزيد من خطوات تهويد القدس وبث سموم الصهيونية تجري على قدم وساق من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يصول ويجول العالم شرقًا وغربًا لوأد القضية الفلسطينية تمامًا واختراق جميع الدول، ولكنه قرر هذه المرة منح زوجته الفرصة لقيادة هذا الحراك الصهيوني إذ أعلن على نحو مفاجئ أن زوجته سارة نتنياهو ستسافر في أول رحلة دبلوماسية منفردة لها إلى جواتيلاما التي كانت أول دولة سارت على خطى واشنطن معلنة نقل مقر سفارتها من تل أبيب إلى مجمع الحديقة التكنولوجية في حي المالحة في القدس المحتلة.
خطوة غير عادية
وقال الإعلام الإسرائيلي اليوم الخميس، إنه في خطوة غير عادية، تسافر زوجة نتنياهو بعد أسبوعين إلى جواتيمالا للاجتماع مع زوجة رئيس جواتيمالا باتريشيا موراليس، حيث تقابلت الاثنتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مطلع سبتمبر الماضي وخلالها تلقت نتنياهو دعوة من موراليس لزيارة جواتيمالا.
وفي مطلع سبتمبر الماضي نشرت صورة مشتركة على صفحة فيس بوك تجمع نتنياهو وموراليس وكتب إلى جانبها أن موراليس طلبت من سارة استمرار العلاقة الطيبة بينهن والبدء في أنشطة مشتركة لإنقاذ الأطفال في جواتيمالا.
وقال بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر إعلامي: "الدولة الثانية التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها كانت جواتيمالا، وزوجتي لبت دعوة السيدة الأولى لجواتيمالا وستسافر إلى هناك للإشارة إلى المساعدات التي قدمتها إسرائيل لها للتغلب على المآسي الناتجة عن انفجار البراكين هناك. نحن نقدم لهم المساعدات كما قدمنا إلى دول أخرى".
العلاقات الخاصة
وأوضح نتنياهو أن الاثنتين ارتبطتا بعلاقة صداقة قوية خلال زيارة موراليس إلى البلاد، عند افتتاحه سفارة بلاده في القدس، مشيرًا إلى أن زيارة البعثة التي تشارك بها زوجة رئيس الحكومة يُشكِّل دعمًا إضافيًا لتقوية العلاقات الخاصة بين البلدين ولديه أهمية كبيرة على المستوى السياسي، موضحًا أن رحلة سارة لجواتيلاما تعد زيارة تاريخية من شأنها أن تكون بمثابة إشارة إلى الصداقة بين البلدين ولتعزيز التزامهما المتبادل".
تعزيز العلاقات
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن في السنوات الأخيرة، تعززت العلاقات بشكل كبير بين إسرائيل وجواتيمالا، والتي انعكست في زيارة رئيس جواتيمالا لإسرائيل، وبلغت ذروتها في قرار نقل جواتيلاما سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وانتقلت سفارة جواتيلاما فعليًا من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة خلال مراسم التدشين الرسمي التي جرت في 16 مايو الماضي. كما أقرت جواتيمالا مؤخرًا قانونًا يحدد 14 مايو يومًا للاحتفال السنوي "بالصداقة مع إسرائيل".
لعبة المصالح
وفي الواقع لم تكن الحفاوة بين إسرائيل وجواتيلاما وقرار الأخيرة بنقل السفارة إلى القدس نابع من فراغ، وإنما هي لعبة المصالح، وكلمة السر هي المساعدات الأمريكية التي تقدمها واشنطن لبعض الدول والتي تحولت إلى عامل ضغط عليهم بالشكل الذي جعلها تتخذ نفس مسار الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد أن هددت واشنطن بوقف المساعدات عن أي دولة ستعارض قراره بشأن نقل سفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، بدأت الدول تحذو حذوها وعلى رأسهم جواتيلاما التي تحصل على مساعدات سنوية من أمريكا تقدر بنحو 297 مليون دولار، وبذلك تعتبر ضمن أحد أكثر الدول التي تحصل على مساعدات أمريكية.
