هات وخذ !
هذه هي القاعدة التي تحكم العلاقات بين الدول، أو المفروض أن تحكمها، لأن هناك دولا تريد أن تأخذ فقط دون مقابل أو بلا ثمن تدفعه مقابل ما تاخذه، وهناك دول تريد أن تأخذ أكثر مما تقدمه لمن تأخذ منه.. وهى قاعدة سارية في العلاقات الدولية منذ قديم الأزل، وإن كان يتم تغطيتها بأمور أخرى، في مقدمتها المبادئ، كما برعت في ذلك الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة..
فهى قامت بتغطية ما أخذته من الدول النامية بأغلفة دبلوماسية وأخلاقية، وأحيانا بدعاوى كاذبة.. غير أن الرئيس الأمريكى الجديد الذي جاء من مجتمع الأعمال آثر أن يدير علاقات أمريكا مع الجميع في العالم على المكشوف، أي على قاعدة المصالح.. فهو يتخذ كل قراراته الدولية طبقا لهذه القاعدة ويجاهر بذلك صراحة ودون مواربة.
حتى الأشقاء على الساحة الدولية العلاقات بينهم تحكمها هذه القاعدة.. قاعدة هات وخذ.. أي قاعدة المصالح المتبادلة.. حتى وإن تم تغطية ذلك بشعارات التضامن الأخرى والتساند بين الأشقاء.. ومن يريد أن يدير علاقات دولية ناجحة عليه أن يهتم بأعمال هذه القاعدة في السياسات الخارجية للدولة..
أي عليه ألا يكتفى بالدفع فقط، وإنما عليه أن يحصل على مقابل لكل ما يقدمه لآخرين، حتى وإن كان دعما معنويا أو مساندة سياسية.. فما دام الآخرون يحتاجون لهذا الدعم المعنوى وهذه المساندة السياسية فإنها يتعين أن يكون لها مقابل.. كما يتعين أن يكون المقابل لكل ما يقدم بين الدول مناسبا له.
وأعتقد أننا ندرك ذلك ونعيه بعد أن قررنا في مصر أن ننفتح على الجميع ونمد أيدينا للكل في أنحاء العالم بما يخدم مصالحنا وأمننا القومى.. ولكن يجب أن يصل ذلك بوضوح للرأى العام ليتفهّم القرارات والتصرفات والمواقف التي نتخذها في اطار سياستنا الخارجية.