رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرئيس وضع يده على موطن الداء


ما قاله دكتور عكاشة ونشرناه أمس عن أهمية الخطاب الديني التنويري ومخاطر الإنترنت وضرورة وضع إستراتيجية لمواجهة التطرف.. لا يبعد كثيرًا عما أكده الرئيس السيسي العام الماضي في خطابه بمناسبة المولد النبوي وتقريبًا في كل المناسبات حيث قال:


"إن أول التحديات التي نعاني منها منذ فترة طويلة هو انفصال خطابنا الديني عن جوهر الإسلام ذاته، وعن احتياجات عصرنا الحالي، وأن علماءنا ومفكرينا تحدثوا عن احتياجنا الملح لتحديث هذا الخطاب وتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة؛ سواء بفعل مرور الزمن، أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر داخلهم وراء غطاء مقدس يبررون به إرهابهم للأبرياء، ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب..

ومن ثم فلا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره وممارساته داخل مصر، وأن مواجهتنا له عسكريًا وأمنيًا ستستمر.. ولكن لابد من تصويب الخطاب الديني وتحديثه.. وهذا ليس ترفًا ولا رفاهية بل ضرورة؛حيث إننا بتصويب هذا الخطاب لا ندافع عن دين الإسلام الحنيف فقط بل عن جميع الأديان وجوهر أفكارها؛ الأمر الذي يجعل من تصويب الخطاب الديني أهم القضايا على الإطلاق..".

لقد ذهب الرئيس السيسي إلى أبعد من هذا حين قال: "نحن بحاجة لتشكيل لجنة من كبار علماء الدين والاجتماع والنفس للتباحث في نقاط القوة والضعف التي يعاني منها المجتمع المصري لتقوم بتنقية النصوص وصياغة خارطة طريق تتضمن المناسبات الدينية المختلفة على مدى العام، وتضع خطة محكمة تهدف لترسيخ الفهم الديني الصحيح على مستوى الجمهورية"..

مطالبًا الأزهر بأن يستمر في دوره كقلعة مستنيرة تسمو في إحياء صحيح الدين لا سيما في ضوء سعي البعض لترويع الناس بالدين وهدم الدولة من أجل أفكار هدامة تُنفق في سبيلها أموال طائلة.. وقد راهن البعض على ضياع مصر لكن الله معنا فنحن- كما قال الرئيس السيسي- لم نتآمر على أحد ولم نقتل أحدًا وسنظل نبني ونعمر ونصلح...

لقد وضع الرئيس السيسي يده على موطن الداء وأس البلاء الذي لم تفعل حياله مؤسساتنا الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية شيئًا يدعونا للاطمئنان في ظل غياب فهم مستنير لهذا الدين الحنيف البرىء كل البراءة من كل إرهاب ومما فعله الإرهابيون القتلة جميعًا..

ثم أين هي اللجنة التي طالب الرئيس بتشكيلها.. وماذا أنجزت في هذا الصدد.. وهل غيرت شيئًا في بنية هذا الإرهاب؟!

أما ما يحز في نفس كل محب لهذا الدين أن الدواعش وغيرهم من الجماعات المسلحة التي خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية ألحقوا به ضررًا لم يستطعه ألد أعدائه؛ الأمر الذي يحتاج لجهد مضنٍ حتى تعود له طلاوته ووجهه الحقيقي المشرق؛ فنبي الرحمة لم يبعث بالسيف كما يدعي هؤلاء القتلة بل كان رحمة مهداة..

فكيف ينحر هؤلاء الإرهابيون بشرًا مثلهم وهم يرددون شعار "الله أكبر".. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا".. فليس بعد كلام الله تعالى قول ولا بعد حكمه حكم وهو سبحانه القائل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

Advertisements
الجريدة الرسمية