رئيس التحرير
عصام كامل

لم تتفهم مؤسساتنا مغزاه حتى الآن!


أليس الإرهاب في أصله فكرة آمن بها الإرهابيون، معتقدا مشوشا دانت به عقولهم، وطمس قلوبهم، فسلموا قيادهم لمن يستخدمهم لأغراضه الدنيئة لتحقيق مكاسب سياسية.. وشتان الفارق بين معمل تفريخ ينبت في تربته إرهابيين وعناصر إرهابية محدودة جدد جرى التغرير بها فآمنوا بأفكار مغلوطة.


وإذا ما قُضى على أتباع الفريق الأول سرعان ما ينبت غيرهم ما دامت التربة الحاضنة لهم هي هي.. لم تتغير.. وهو الأمر الذي فطن له الرئيس السيسي جيدًا، وألمح إليه مرات عديدة في خطاباته بمناسبة المولد النبوي الشريف في كل عام وفي مناسبات أخرى غيره.. ولا يزال الرئيس يطالب بتجديد الخطاب الديني والثقافي والإعلامي، وهو الأمر الذي لم تتفهم المؤسسات والأجهزة المعنية مغزاه وحقيقته حتى الآن.

وإذا كان الإرهابي قد بنى تصوراته ومن ثم مواقفه وأفعاله من وحي الأفكار.. فإن المعركة الواجبة الآن ينبغي أن يكون مبتداها وركيزتها الأساسية هي الأفكار المضادة؛ شريطة أن تكون جاذبة ولها وجاهتها وأسانيدها المقنعة القادرة على تبديد ظلمات الوهم والتلبيس والخداع الذي مارسه صناع الإرهاب على معتنقي تلك الأفكار الضالة. 

المعركة مع الإرهاب ينبغي أن تنطلق على أرضية فكرية.. فهل يجدي مع تلك الأفكار التركيز فقط على الجوانب الأمنية، بينما مفرخة الإرهابيين تعمل بكفاءة وفعالية.. وهل تنفع تلك الإجراءات في تحصين نشء الوطن وشبابه ضد رياح الفكر الإرهابي الذي يتخذ من الدين واجهة وستارًا وغاية يستحل من خلالها الأرواح والمقدرات.
الجريدة الرسمية