المساواة بين الجنسين ظلم!
عندما خلق الله أبانا آدم، وسبحانه عليم بما خلق، فإنه لم يخلق صنفا من جنسه (رجلا مثله)، بغية التوافق والانسجام بل خلق صنفا مغايرا فخلق المرأة، وعندما أنجب ابنيه قابيل وهابيل أمر الله تعالي، كما يقول رواة التاريخ، أبانا آدم بأن يزوج كل منهما بالبطن الأخرى، وهي بطن مختلفة عن البطن الأولى، فاعترض هابيل على هذا الحكم، واعتقد أن هذا الاختلاف ظلم وليس عدلا، فحدثت أول جريمة قتل في التاريخ رواها لنا القرآن الكريم.
ومن يومها صارت كل جريمة قتل تعود إلى هابيل، وصارت البشرية على هذا التشريع السماوي بضعا من السنوات، حتى أرسل الله الرسل ونزلت الشرائع فحرمت زواج الأخ من أخته.
مؤخرا ظهرت في الغرب جماعات وعصابات تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة، بدعوى أنها صارت مثل الرجل تشارك في كل شيء، بدءا من المجهود الحربي حتى تنظيف المراحيض، وعليه فلابد من مساواتها بالرجل، وحصولها على حقوقها كاملة، ونجح هؤلاء في انتزاع بعض هذه الحقوق التي كانوا يظنون أنها مهدرة وضائعة.
لعل أهمها وأخطرها على الإطلاق كان عمل المرأة، وارتيادها المناطق العامة التي كانت قديما محرمة عليها، ومنذ ذلك الحين ثار بعض النساء وتغالين في الدفاع عن حقوقهن، والمطالبة بالمساواة مع الرجل، بدعوى أنهن يشاركن الرجل في كل شيء.
وبدأن يطالبن بالمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات، وبتوليهن مواقع قيادية كانت محرمة عليهن، بل صرن يطالبن بقيادة الجيوش، والمشاركة في المعارك وهو ما حدث في بعض جيوش دول العالم.
على غرار ذلك ثارت الدعوات في العالم العربي، المطالبة بتحرير المرأة من قيود الجهل والتخلف، والمكوث خلف الجدران، ولقيت استجابة في بعض الدول العربية والإسلامية، وها هي الأيام تدور لنري دعوات المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وهي دعوى حق يراد بها باطل.
إذ بالرجوع إلى أحكام المواريث في الإسلام، نجد أن هناك حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، وحالات ترث فيها المرأة ولا يرث فيها الرجل، وحالات أخرى ترث فيها المرأة مثل الرجل، أي أن المساواة فيها ظلم للمرأة في بعض الحالات، لذا فبدلا من الدعوات المسمومة تلك لابد من إعطاء المرأة حقوقها، وخصوصا الحق في حياة كريمة، وهو الأمر الذي يفتقده بعضهن.