رئيس التحرير
عصام كامل

الجهود الأمنية ضرورة.. ولكن! (2)


رغم أهمية الجهود الأمنية التي تقوم بها الدولة ضد الأرهابيين، إلا أن ذلك لابد أن يتوازى معه جهود فكرية برؤية مستنيرة واعية بأبعاد ظاهرة الإرهاب.. فما من دولة في العالم إلا واكتوت بنيران الإرهاب.


هذا العالم الذي يتحدث بوضوح عن خطورة الإرهاب وضرورة القضاء عليه، إلا أن هناك دول وأجهزة مخابرات ما زالت تحرص على استمرار ظاهرة الإرهاب، لتوظيفها سياسيًا وتحقيق المصالح الخاصة من ورائها حتى ولو كان ذلك على انقاض الإنسانية.. وإلا فبم نفسر انتشار داعش وتوغله في الدول العربية، مزودًا بأحدث الأسلحة الغربية والمعلومات الاستخباراتية التي تجعله شوكة أو خنجرًا في خاصرة العرب وحدهم دون بلاد الدنيا بأسرها؟!

هذا السؤال العام ينقلنا بصورة تدريجية إلى سؤال أكثر خصوصية، يخص العرب والمسلمين الذين أضرتهم ظاهرة الإرهاب أبلغ الضرر، ونالت من صورتهم عالميًا ولا نبالغ إذا قلنا إنها نالت من الإسلام ذاته عبر إلصاق تهمة الإرهاب ببعض المنتسبين إليه زورًا وبهتانًا.. والإسلام منهم- قطعًا- بريء.. وإلا فكيف يرميه خصومه بهذه التهمة افتراءً، بعد ما يزيد على ألف وأربعمائة عام قدم فيها للإنسانية حضارة قامت على أكتافها، وبوحي منها حضارة اليوم التي ينسبها الغرب لنفسه.

ومن العالم العربي إلى مصر التي هي رافعة هذا العالم، وقاطرته وعمود خيمته وركيزته الأساسية.. ينبغي أن تتجدد الأسئلة مع تجدد ذكرى ميلاد سيد الخلق، نبي الرحمة ورسول الإسلام الذي بعث للعالمين بشيرًا ونذيرًا ورحمة غابت أو غُيبت عمدًا في رءوس من يقترفون أو يساهمون في جرائم الإرهاب بشتى صوره... إلى متى تستغرق الدولة المصرية في جهودها الأمنية ضد الإرهاب، دون إنجاز نجاح مماثل في حربها ضد الأفكار المتطرفة لتغيير البنية الثقافية والفكرية الحاضنة للإرهاب.

الجريدة الرسمية