رئيس التحرير
عصام كامل

تجديد الخطاب الديني.. سؤال وجواب !


- ماذا تعنون بتجديد الخطاب الديني ؟
* نعني اللغة المقدمة من جانب المسلمين لأنفسهم ولغيرهم.. ونري أنها في حاجة إلى مراجعة وتحديث، لأنها لم تتغير منذ مئات السنين ولا تجيب على أسئلة معاصرة وملحة، وبقائها بلا إجابات خطر، وتركها للإجابات التي صدرت من ألف وأربعمائة عام خطر أيضا.. فباب التساؤلات اتسع مع الزمن ويحتاج إلى اتساع دائرة الإجابات من علماء الإسلام العظيم أيضا.


- يعني لا تريدون إلغاء السنة؟
* هذا تشويش على الموضوع الأصلي.. لأنه لم يطرح أحد هذا الموضوع أصلا.. ونتحدي أن تقيم الدليل عليه.. أبلغونا عن حركة إلغاء السنة لنواجهها شرط أن تكون تستحق.. وليس شطحات فرد أو اثنين هم خارج البلاد أصلا.. وكيف نلغي السنة؟ ما هي الآلية التي يمكن لأي مجرم أن يلغيها؟ قانون؟ مرسوم؟ فتوي؟ من الأفضل أن نقول كلام معقول!

- طبعا لا يمكن إلغاؤها لأنها مكملة للقرآن؟!
* القول إنها مكملة للقرآن لا يصح لأن القرآن مكتمل بتأكيد رب العالمين في قوله "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، إنما السنة شارحة ومفسرة له.. وهنا علينا التفرقة ببساطة شديدة بين السنة القولية وهي ما نسميه بالحديث الشريف وبين السنة العملية الفعلية..

الحديث يتراوح بين الصحيح إلى الضعيف والموضوع وهو يحتاج جهد من علماء الحديث -نكرر من علماء الحديث- للتفرقة بين درجات الحديث.. ولكن السنة العملية الفعلية فهي لا تحتاج إلى ذلك لأنها متواترة.. ومتواترة يعني نقلها جماعة من المسلمين عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد أن رأوه بأنفسهم يفعلها.. ومن هؤلاء الجماعة إلى جماعة أخرى.. ومنهم إلى جماعة ثالثة وهكذا حتى يومنا هذا..

وهذه هي السنة المتواترة.. وكل جماعة من هذه الجماعات في كل العصور يستحيل اجتماعهم جميعا على الكذب ولا على النسيان..

- زي إيه كده مثلا ؟!
* زي الصلاة.. غير موجودة بتفاصيلها في القرآن.. وبالمناسبة هي أيضا غير موجودة بتفاصيلها في الأحاديث الشريفة.. إنما هي من السنة العملية التي انتقلت لنا هكذا من جماعة إلى جماعة.. والسنة المتواترة كلها يستحيل تغييرها ولا تبديلها.

- طيب والحديث الشريف؟
* الحديث الشريف يختلف عن السنة العملية.. لأنه تم جمعه بعد عشرات السنين من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.. ولذلك توجد أحاديث مروية بأكثر من نص.. بل هناك أحاديث تتعارض مع بعضها وبالتالي فقطعا الرسول لم يقل الشيء وعكسه.. بل إن البخاري نفسه وافق على أحاديث ورفض أخرى..

بل هناك أكثر من ذلك فالشيخ الألباني وقد رحل قبل سنوات قليلة وقد جاء بعد البخاري بألف ومائتي عام.. أي أن الجدل حول الأحاديث مستمر.. ترك موسوعة كاملة للأحاديث الضعيفة!! أربعة عشر جزءًا زادت صفحاتها عن سبعة آلاف ومائة واثنان وستون صفحة!

وهو نفسه عاد ووافق على أحاديث بعد تضعيفها.. وهو صحح أحاديث غيره يضعفها.. وهكذا.. حركة علمية دائبة رائعة ومحمودة لا يمكن وصف أحد طرفيها بالعداء مع الدين وهم أصلا يريدون تطهير الدين مما دس عليه! وهنا الفرق مع القرآن الذي لا خلاف على صحته كله ويقينه كله وأنه إلهي سماوي كله. وللحديث بقية
الجريدة الرسمية