حالة تربص سياسي!
عندما هلل البعض في مصر لفوز ترامب برئاسة أمريكا مستبشرين خيرا قلت لا تفرحوا كثيرا بذلك لأن الرجل بشخصيته المندفعة والمتهورة وانحيازاته المعادية للعرب قد يلحق بِنَا الكثير من الضرر.. وما زلت عند رأيي بأن ترامب فعل لإسرائيل ما لم تكن تحلم به قيادة يمينية لها، ولا أستبعد أن يلحق بِنَا ترامب المزيد من الأذى والضرر.
غير أننى أرى أن ما يتعرض له الرئيس الأمريكى في داخل بلده سواء من خصومه الديمقراطيين أو من الإعلام أو حتى من بعض الجمهوريين الذين لا يستسيغون وجوده في البيت الأبيض ممثلا لهم، هو بمثابة تربص سياسي واضح له.
تربص يستهدف تشويهه والإساءة إليه وإضعافه ومنعه من الترشح لفترة رئاسية مقبلة، بعد أن تعذر منعه من استئناف استكماله فترته الرئاسية الحاليَّة، بعزله!
والرجل يساعد من يتربصون به ويشجعهم على الاستمرار في هذا التربص، بما يقوله ويفعله ويتخذه من مواقف وقرارات.. حيث ينتهج الأسلوب الصدامي والهجومي، ويفتقد الحنكة السياسية.. لكن ذلك لا ينفى أنه يتعرض لحالة تربص سياسي واضحة.
ويبدو أن التربص السياسي صار سمة من سمات العصر الآن، يكاد لا يخلو منه بلد.. فكما صدرت لنا أمريكا مفاهيم وقيم العولمة منذ عدة عقود مضت فإنها تصدر لنا حاليا فنون التربص السياسي.. التربص السياسي يعد الآن أحد أساليب تداول السلطة بدون عنف.