حكاية «ديلر الفول».. «سامح» وضع المخدرات في «الساندوتشات» ووزعها على عملائه.. المتهم اشترى بأمواله ذهبا لوالدته.. واعترف أمام المحكمة: «هي مرة واحدة اللي بيعت فيها م
اتخذ من تجارة الفول ستارا للاتجار في الهيروين والحشيش والاختباء من أعين الشرطة، واستثمر «ماله الحرام» في الذهب الذي ارتدته والدته، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض عليه.
في العاشرة صباحا، وقف حاجب دائرة البدرشين المنعقدة في محكمة شمال القاهرة بالعباسية يصيح بصوته الجهور "محكمة"، فوقف الحاضرون جميعا تحية للقاضي الذي خرج وأذن لهم بالجلوس، والتزم الجميع الصمت.
بداية المحاكمة
نادى الحاجب على أول قضية ناظرا إلى قفص الاتهام "سامح موجود"، فوقف المتهم بملابسه البيضاء يدخن سيجارته وسرعان ما ألقاها، ورد بصوت مرتعد "موجود يا أفندم".
بجوار القفص كانت تجلس والدة المتهم العجوز ترتدي ملابس سوداء، وفي يديها الاثنين كمية كبيرة من الذهب تتزاين به، فردت قائلة "ربنا يستر يا ابني وتخرج النهاردة براءة".
أمر القاضي حرس المحكمة بإخراجه "هاتوه هنا"، فخرج سامح مقيدا يجر قدميه وراءه، لا يستطيع الحديث، خائفا من لقاء مصيره، ذهب إلى المنصة ونظر إلى القاضي ثم وضع وجهه في الأرض، فأمره القاضي أن ينظر إليه، ثم قال له "مين من أهلك موجود هنا يا سامح؟ أنت عندك كام سنة؟"، فأدار سامح وجهه إلى حيث تجلس السيدة العجوز، وقال "أمي يا باشا.. وعندي 35 سنة"، فرد القاضي: "لسه صغير أنت مخفتش على مستقبلك ومستقبل الشباب وأنت بتبيع ليهم الهيروين في سندوتشات الفول".
بكاء المتهم
بكى سامح قائلا: "هي مرة واحدة يا حضرة القاضي اللي عملتها واتقفشت فيها، دي كانت أول مرة أعملها، والزبون هو اللي طلب مني"، فاحتد عليه القاضي ونادى على ضابط التحريات، الذي دخل وقال: إن التحريات السرية أثبتت أن المتهم له نشاط دائم في تجارة المواد المخدرة، حيث اعتاد بيعها لزبائنه ممن يترددون عليه لشراء الفول، متخذا من تجارته هذه ستارا لممارسة نشاطه الإجرامي غير المشروع.
وأضاف ضابط التحريات، أن "سامح" استمر في ممارسة نشاطه الإجرامي، وبيع المخدرات للشباب أكثر من عام، فكان يبدأ نشاطه في السابعة صباحا ويتنهي في التاسعة، ولم يكن يهمه بيع الفول، لأن تجارته تركزت على الهيروين والحشيش فتردد عليه سائقو التوك توك والميكروباص، وازداد نشاطه.
ووجه الضابط نظره إلى السيدة العجوز قائلا: "إن الذهب الذي ترتديه هذه السيدة هو نتاج تجارته غير المشروعة، فهو يستثمر ماله الحرام في الذهب وترتديه أمه التي تبكي من أجله، غير أن حظه يوم القبض عليه، لم يكن معه غير 200 جرام هيروين".
صمم المتهم على إنكاره، وقال إنه لم يتاجر غير مرة واحدة، فأمره القاضي أن يلتزم الصمت، ثم أدخل الشهود، الذين أكدوا أنه دائم الاتجار في المواد المخدرة، ومعروف بين أهل منطقته بـ"ديلر الفول"، أشهر تاجر مخدرات، تجد عنده كل المتعاطين والمشهور عنهم التعاطي.
الحكم
أمر القاضي الحرس بإعادته مرة أخرى إلى القفص، ثم نظر إليه وقال: "لقد أتيت إثما مبينا، كنت أريد أن أصدر ضدك حكما أقوى، ولكن هي الأوراق والأحراز التي ستحكم عليك"، وتابع: "حكمت المحكمة حضوريا على المتهم سامح. ن بالسجن 3 سنوات مع الشغل"، وفور سماع والدة المتهم الحكم انهارت ودخلت في نوبة بكاء، فاقترب منها المحامي وقال لها: "الحمد لله إنها جت على أد كدة".