رئيس التحرير
عصام كامل

العفو عن الديك الرومي في عيد الشكر.. أسطورة تأسيس أمريكا (صور)

فيتو

اقترب شهر نوفمبر من نهايته، ليبدأ البيت الأبيض في اتباع تقليد معتاد ينص على "العفو عن الديوك"، حيث إنه في كل عام تحديدًا في هذه الفترة يقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أمام عدد من "ديوك الرومي" ويختار واحدًا من بينهم ويعفو عنه من أن يصبح وجبة طعام على مائدة عيد الشكر التقليدية.


وعفا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اثنين من "الديوك الرومي"، مستخدمًا سلطته الرئاسية في ذلك الأمر، وأمر بأن يعيش هاتين الطائرين بقية حياتهما في مزرعة في ولاية فرجينيا الأمريكية، دون أن يتم ذبحهما، وذلك قبل أن يصبحا وجبة أساسية على موائد الطعام داخل البيت الأبيض.

وفيما يلي أبرز المعلومات حول عيد الشكر وتقليد العفو عن الديوك:

11 مليون ديك
يحتفل الأمريكيون بعيد الشكر، من خلال تخصيص وقتهم لإعداد وتقديم الطعام للمحتاجين والتطوع في المراكز المعروفة باسم مطابخ الحساء، وكذلك في الكنائس وملاجئ المشردين، فيما يتبرع آخرون لحملات جمع المواد الغذائية أو يشاركون في نشاطات جمع التبرعات التي تنظمها الجمعيات الخيرية المختلفة، ومن المعروف أن الأمريكيين في عيد الشكر يلتهمون أكثر من 11 مليون ديك رومي وآلاف الأطنان من اللحوم الحمراء ومختلف أنواع الجبن والمخللات.

نشأة أمريكا
يعود الاحتفال بعيد الشكر إلى أوائل القرن الـ17 عندما بدأت هجرة الأوروبيين إلى أمريكا هربا من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية لهم، وبعد أن استمرت رحلاتهم فترة طويلة عانوا خلالها من المرض والجوع وصلت الرحلة في نهاية المطاف إلى الشاطئ الشرقي لولاية ماساشوستس.

وجاء ذلك تزامنًا مع دخول فصل الشتاء الذي يتميز بالبرد القارس والأمطار الغزيرة علاوة على الثلوج التي أهلكت معظمهم بسبب جهلهم بطرق الصيد والزراعة، وتم إنقاذهم على يد اثنين من الهنود الحمر اللذين شرعا في تعليم المهاجرين الجدد كيفية صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة.

وبعد فترة قرر المهاجرون الاحتفال بالنعمة التي من بها الله عليهم في بلادهم الجديدة ووجهوا الدعوة إلى الهنود للاحتفال بما أسموه حينذاك "عيد الشكر" وتناولوا فيه الديك الرومي في مأدبة مهيبة، إلى أن تحول عيد الشكر إلى مناسبة سنوية للاحتفال بالنعم التي يتمتع بها الأمريكان.

طقوس خاصة
وفي عام 1863، اكتسب العيد طقوسه الخاصة عندما أعلن الرئيس أبراهام لينكولن رابع يوم خميس من شهر نوفمبر، عطلة وطنية للاحتفال بهذه المناسبة، ويشترك في الاحتفال بعيد الشكر الأمريكيون بكافة طوائفهم وأعراقهم، ويحتفل به داخل البيوت وليس في الكنائس ويجتمع خلاله أفراد العائلة والأصدقاء على مائدة مليئة بما لذ وطاب من الأطباق.

وتشمل أطباق الوليمة التقليدية الديك الرومي المحشو وبطاطس مهروسة وصلصة من مرق اللحم وبطاطس حلوة والذرة وصلصة التوت البري وفطيرة اليقطين.

عفو رئاسي للديوك
في عام 1989، اتبع البيت الأبيض تقليدا طريفا يتمثل في قيام الرئيس الأمريكي بـ"العفو" عن ديك رومي "رئاسي" ليلة عيد الشكر ويعتقه من الذبح أمام حشد كبير من الصحفيين والمصورين الذين يلتقطون صورة الديك الرومي الذي يبدو "سعيدا" بنجاته، ومن ثم يتم نقل الديك المحظوظ بعد ذلك إلى المزرعة الرئاسية حيث يقضي ما تبقى من حياته.
الجريدة الرسمية