رئيس التحرير
عصام كامل

قواعد التعامل الشرعي بين المخطوبين.. رؤية الوجه والكفين فقط.. السلام باليد بين الطرفين يتوقف على النية.. مراقبة الهاتف حرام.. و«الإفتاء» تحرم الخلوة في غياب الأهل

فيتو

مرة أخرى يثار الجدل والسخرية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي من الفتاوى الشاذة التي تبثها القنوات الفضائية، وكان آخرها فتوى الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، التي أجازت رؤية الشاب لشعر وذراع وساق الفتاة في فترة الخطوبة، ورغم أن الأزهر ودار الإفتاء دائما ما يتصدون لها لكنها تشهد رواجا بين المواطنين.

وقالت سعاد صالح: «أؤيد رأى الحنابلة أن تظهر الفتاة شعرها وذراعيها وساقيها لطالب خطبتها في حضور الأسرة».

لكن الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، رفض تصريح سعاد صالح قائلا إن هذا الرأي ليس معتمدا عند الحنابلة ولا يُطبق على كل أهل المذهب، مشيرا إلى أن الأخذ به يعد من باب «الترخص» بمعنى أن نأخذ بزلات العلماء ونبحث عن الرأي الضعيف منها، مؤكدا أن «الترخص» من الأمور المنهى عنها في الشرع الحنيف.

وأضاف عرفة أن المتفق عليه بين العلماء أن للخاطب أن يرى من مخطوبته ما يحقق له الرؤية الشرعية، وهو ما ورد في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها"، وهو ما فسره الرسول الكريم -صلي الله عليه وسلم- بالوجه والكفين، موضحا أنه ورد في سيرة النبي أن أحد الصحابة ذهب ليخطب امرأة فسأله الرسول "هل رأيتها؟" فرد الصحابى "لا"، فأمره الرسول أن يذهب لرؤيتها وقال "إنه أحرى أن يؤدم بينكما".

الكلام الحلو
البعض يرى أن فترة الخطوبة مليئة بـ"الكلام الحلو" بين الطرفين، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية، ردًّا على سؤال "هل حرام أن أقول لخطيبى كلامًا حلوًا؟"، وقال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة العلماء بالأزهر الشريف، عبر الموقع الرسمى لدار الإفتاء المصرية، إن الخطبة مجرد وعد بالزواج، يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء.

وأوضح أن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أكثر صونا لنفسها وأحرص على عفَتها وشرفها، وأبعد عن الخضوع والتكسر في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها، وتزداد سعادتها في زواجها، مختتما: "من تعجل الشىء قبل أوانه عوقب بحرمانه".

السلام
يختلط على المخطوبين الأمر في إمكانية السلام بينهما، وحسمت دار الإفتاء هذا الأمر، وجاء الرد على سؤال بشأن "حكم سلام الخطيب على خطيبته"، فقد قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن الحديث المشهور عن هذا الأمر "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" حديث غير صحيح.

وأوضح الشيخ عويضة في حديثه، بأن الأمر كله يتعلق بالنية، فمن كنت نيته من خلف هذا السلام هي نية غير طيبة، فبالتأكيد يجب أن يمتنع عن هذا السلام، ومن كانت نيته طيبة، ولا شر فيها، وفي ذلك لا حرج في أن يتعامل بشكل طبيعي طالما لا يوجد شيء في قلبه أو إثارة شهوته من هذا السلام، فلا حرج في ذلك.

التجسس
ونظرا لنقص معرفة المخطوبين، فقد يلجأ الخاطب إلى التجسس على خطيبته عندما تعتريه حالة من الغيرة الزائدة والشك المفرط وقلة الثقة في المخطوبة، مما يدفعه إلى التجسس على مكالماتها الهاتفية، أو التفتيش في مراسلاتها ومحادثاتها الإلكترونية، وأجهزة الاتصال الخاصة بها، والذي يترتب على مثل هذا السلوك في غالب الأحوال فشل الخطبة وعدم إتمام الزواج بين المخطوبين.

وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه يحرم على الخاطب شرعًا التجسس على مخطوبته أو تتبع عثراتها، ويأثم إذا فعل شيئًا من ذلك، بل ينبغي على المخطوبين إحسان الظن في بعضهما، والتعاون على البر والتقوى، ومن ثارت في نفسه شكوك تجاه الآخر منهما فعليه مصارحته بذلك بقصد التفهم والإصلاح والنصح ليكون ذلك أحرى أن يؤدم بينهما إذا يسر الله لهما إتمام الزواج.

الخلوة
ويوجد بعض الضوابط لفترة الخطوبة يغفل عنها الكثيرون في المجتمع حيث يجب على الخاطب والمخطوبة عدم الخلوة أو الجلوس بدون محرم أو الخروج بمفردهما، مثل هذه المخالفات حرام شرعا ولا يجوز الإقدام عليها.

وأوضحت دار الإفتاء أن هذا هو شرع الله وما أمر به عباده وليس تشددا أو رجعية كما يقول بعض الشباب والفتيات، كما يقول الله تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل وامرأة إلا والشيطان ثالثهما".
الجريدة الرسمية