لا تهدموا المستشفيات
ترددت في الآونة الأخيرة أصداء الإهمال في المستشفيات الحكومية، إضافة إلى نقص الأدوية، وعدم الاهتمام والرعاية الصحية، وترددت شائعات كثيرة، ولا زالت متداولة حول سرقة أعضاء المرضى في مستشفيات وزارة الصحة، وحدوث أخطاء وتجاوزات طبية عديدة تستدعي المساءلة والحساب.
وللأسف تعرضت شخصيا لمثل هذه الشائعات والأمور، حيث تعرض ابني لغيبوبة سكر، ووجدتني في مستشفى الدمرداش الجامعي، وهو مستشفى له ما له من نجاحات طبية عديدة يشهد بها الإخوة العرب والأفارقة قبل المصريين، وهناك سمعت الكثير من هذه الشائعات التي تتردد بين المرضى، منها الحذر من سرقة الأعضاء والانتباه لأخطاء الأطباء وأخذ الحيطة والحذر منهم.
ساعتها وجدت نفسي بين نارين، نار العلاج خارج المستشفيات الحكومية والتوجه إلى الخاص، أو الصبر على العلاج الحكومي والالتزام به، ولأنني لم أستطع الصبر على مثل هذه الشائعات، فقد وجدتني أسعى لمقابلة مدير المستشفى، حيث توجهت إليه وهناك تقابلت مع نائب مدير المستشفى د. شيماء ماهر فعرضت عليها ما يدور من شائعات، وما يدور بخاطري من أفكار وهواجس يرددها بعض المرضى.
فضحكت ساخرة، وأخبرتني أن هذه الأفكار والهواجس للأسف صنعها بعض الإعلاميين الذين يجرون خلف الأخبار وينشرونها بدون رؤية، وأن بعض وسائل الإعلام هي السبب فيما يحدث من تشكيك في ثقة ونزاهة الطب والأطباء، وأن الأخطاء الطبية والبشرية موجودة ولا يمكن إنكارها، ولكن نسبة هذه الأخطاء بالنسبة لعدد المرضى، تحدد مدى مهارة ومهنية الأطباء.
ولكن للأسف بدلا من تكريم هؤلاء الأطباء يتم التشهير بهم، واختتمت حديثها بالقول: لا تهدموا مستشفيات الطب فدورها حيوي ولا بديل عنه.