رئيس التحرير
عصام كامل

«أحسن من حرقه».. سيدات قنا يحولن ألياف الموز لـ«حصير وشنط جلد»

فيتو

«الحاجة أم الاختراع».. حكمة كانت الدافع وراء التفكير خارج الصندوق للاستفادة من المخلفات التي يلجأ البعض لحرقها أو إلقائها بالمصارف والترع ووسط أكوام القمامة.


«مخلفات الموز يصنع منها حصير».. تلك العبارة رددها الكثيرون عن معرفتهن بصناعة حصير ألياف الموز، التي يتم استخلاصها من إعادة تدوير المخلفات التي كان المزارع يتخلص منها في الآونة السابقة، وهذا ما دفع الكثير من فتيات القرية إلى تعلم تلك الحرفة للاستفادة منها لإقامة مشروعات خاصة بهم مستقبلًا.

هنا مجموعة من السيدات تجلس في حلقات، الواحدة مجاورة للأخرى كخلية نحل، وما إن تقترب منهن حتى يتبين أن السيدات هن الأيدي العاملة لتصنيع الحصير اليدوي من مخلفات الموز، ومن هناك تسمع ضجيج أصوات الماكينات وعدد من الرجال يقوم بطحن مخلفات الموز تمهيدا لاستخراج الألياف المستخدم في تصنيع الحصير، مرددين في نفس واحد: «تسلم الأيادي.. اللي تتلف حرير».

تقول بسمة فتحي، إحدى القائمات على عملية التصنيع، إننا نقوم بتدريب الراغبات في العمل من قرى مراكز أبو تشت داخل إحدى الجمعيات الأهلية؛ لتوفير فرص عمل لهن، فضلًا عن مساعدتهن في إقامة مشروعات خاصة بهن مستقبلًا.

وتابعت: «إننا نحضر ألياف الموز عقب طحنها داخل ماكينات، التي يعمل عليها الرجال وبعدها تبدأ السيدات في استخدامها في صناعة الحصير عن طريق النول».

وأشارت بسمة، إلى أنه يتم دخول الألياف في منتجات أخرى جلدية حيث يتم صناعة «الشنط» منها أيضًا، لافتة إلى أن ألياف الموز يتم شراؤها بالكيلو بعد استخلاصها من مخلفات أشجار الموز، ونحن هنا بمساعدة إحدى الشركات يتم تدريب الفتيات والسيدات لمدة 15 يومًا وبعدها ينطلقن إلى سوق العمل بعد انتهاء فترة التدريب.

وتضيف سناء محمد، إحدى المتدربات، أنها فكرة جديدة في محافظات الصعيد، وتعد فرصة عمل تدر دخلًا مقبولًا علينا، خاصة أن قرى النيل في مركز أبو تشت تشتهر بزراعة الموز ويمكن الاستفادة من المخلفات التي كانت تحرق أو تلقى كمخلفات في القمامة.

وأشارت منصورة محمد، إحدى المتدربات، إلى أن هذه الحرفة بسيطة ولا تستغرق مجهودا كبيرا، خاصة أن أغلب النساء هنا تعمل على النول بخيوط الحرير، ولكن الجديد كان ألياف الموز، فضلًا عن أنه متاح لنا أكثر من الحرير وأرخص بالنسبة للظروف الاقتصادية الحالية.

ومن جانبه أشار الدكتور حسن جلال، أستاذ تغذية الحيوان بمعهد البحوث الحيواني، خبير تدوير مخلفات وتغذية الحيوان بالمبادرة المصرية المتكاملة «النداء»، التي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، إلى أن زراعة الموز تعطي أكثر من 30 طن مخلفات، وللأسف الكثير من المزارعين يقومون بحرقه للتخلص منه، وفي هذا الأمر تلوث للبيئة الذي يسبب الكثير من الأمراض السرطانية والصدرية، علاوة على أنه يلوث الحقل الزراعي نفسه.

وتابع أستاذ التغذية، من هنا جاءت فكرة الاستفادة من تلك المخلفات، من خلال عمل «كومبست» أو «حصير» عن طريق إحدى الجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال لمساعدة السيدات والفتيات في توفير فرص عمل لهن وللشباب.

وأكد على أن هذه المخلفات يتم دخولها في صناعة الحصير والشنط الجلدية، بعد طحن المخلفات واستخراج ألياف منها تدخل في تلك المنتجات الحيوية المهمة.
الجريدة الرسمية