رئيس التحرير
عصام كامل

إنها مصر يا «تامر»


لا أعرف سببًا لهذه الهجمة على (مهرجان الإسماعيلية الدولي للإعلام والمبدعات العرب) الذي يرأسه الزميل الإعلامي تامر الجندي، الذي اختار (إنها مصر) عنوانًا لدورة هذا العام، ولا أعرف سببًا لهذه الثورة على الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لنجمات بفساتين سهرة وهن يحملن الجوائز التي منحها لهن المهرجان..


هل الهجمة والثورة بسبب الملابس شبه الساخنة التي ترتديها النجمات المكرمات؟ أم لأن الجميع لا يعرف أسمائهن ولم تضبطن متلبسات بتقديم برنامج تليفزيوني أو عمل درامي؟ أم أن السبب هو عدم حصول الزميل الإعلامي تامر الجندي على تصريح من وزارة الثقافة بصفتها الجهة المعنية بإصدار التصاريح؟

لا بد أن أحد هذه الأسباب وراء الهجوم المستمر على الزميل تامر ونجماته المكرمات، ولست مقتنعًا بمن يسوق أسبابًا أخرى مثل النصب باسم المهرجانات أو العري الذي ظهرت به المكرمات أو انتحال الزميل تامر صفة إعلامي واتهامه بالنصب، فالمهرجان والمكرمات والزميل الإعلامي إفراز طبيعي لفوضى ضربت المجتمع في السنوات السبع الأخيرة، والدليل على ذلك أن الصور التي تم نشرها التقطت من الدورة السادسة للمهرجان كدعاية للدورة السابعة التي كان مقرر لها الانعقاد أمس (الأحد) ولم يتحرك مسئول واحد طوال الدورات السابقة التي بدأت مع بداية الفوضى، وها هو حمو بيكا ومعه مجدي شطة امتداد للزميل تامر ونجمات مهرجانه.

لماذا قامت الدنيا على مهرجان المبدعات وكثرت التصريحات وتنوعت بين الشعور بالصدمة والغثيان والاتهام بالنصب والمطالبة بسرعة تدخل النقابات والهيئات والتعجيل بمحاكمة تامر وضيفاته وشركائه الذين أشاروا به وله وعليه؟!

إذا كانت محاسبة تامر الجندي ضرورة (وأراها واجبة) لأنه انتحل صفة إعلامي.. فعلينا محاسبة كل من انتحل هذه الصفة منذ بداية الفوضى التي ضربت إعلامنا في مقتل، فكثيرون انتحلوا الصفة وما زالوا يطلون من الشاشات ليل نهار على مرأى ومسمع من النقابات والهيئات المعنية دون مراجعة أو محاسبة، حتى صار لنا زملاء كثر فرضتهم العشوائية علينا وتصدروا المشهد، على الرغم من أنهم ولدوا من الرحم نفسه الذي ولد منه تامر (رحم الفوضى) فإنهم يفتون في كل شيء، في السياسة والاقتصاد والتعليم والزراعة والطب لدرجة أن إعلامنا أصبح فرجة للمتربصين ونقطة ضعف يضرب عليها المتصيدين.

وإذا كانت مكرمات مهرجان (المبدعات العرب) مجهولات.. فأحيل من صدمتهم صورهم إلى قنوات (الإيجار) التي تؤجر إرسالها لمن يدفع، ولا أبالغ إذا قلت إن من بينهم حملة ابتدائية يعملون عمالًا في مقاهي، وفجأة تحولوا إلى إعلاميين ومن يقلب قليلًا في مواقع التواصل سيجد العشرات منهم، والغريب أنهم يقدمون أنفسهم للمسئولين بهذه الصفة ويجرون معهم لقاءات..

وجلسة قصيرة أمام الشاشة سيجد من صدمته سخونة ملابس مكرمات مهرجان المبدعات من ترتدين ملابس أكثر سخونة، وهن أيضًا مذيعات ولدن من رحم الفوضى فبعن الهوى مقابل الهوا لمن ضعفت نفوسهم، فأين النقابات والهيئات المسئولة من هذه النوعية؟! وفي بعض الصحف تجد من يكتب لها البعض، ثم تقدم نفسها على أنها كاتبة وإعلامية وخبيرة إستراتيجية، واختبار بسيط لها سوف يدرك الجميع أن كل مقوماتها لا تؤهلها إلا للعمل في بار أو ملهى ليلي.

علينا أن نصارح أنفسنا إذا أردنا حلولًا، فكل من يعملون في الإعلام يعلمون أن دخلاء اقتحموا المجال بأدوات لا علاقة لها بالمهنة، واستمرار الصمت على هؤلاء يدمر البقية الباقية من إعلام ينتظر من يصوب مساره، الدخلاء نفسهم وجدناهم في الفن بكل ألوانه، إنها الفوضى التي تستوجب المحاسبة الشاملة، لا المحاسبة بالتجزئة، وقتها سوف نقول لتامر الجندي وأمثاله كفى فساد (إنها مصر) التي لا تستثني أحدًا من الحساب. basher_hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية