حادث السيارة الجيب.. 70 سنة من الإرهاب!
كان الحديث السبت الماضي في برنامج "مواجهة" الإذاعي على شبكة البرنامج العام عن جنازة العميد ساطع النعماني سببا للحديث عن جرائم الإخوان عبر سنوات طويلة.. كان لا يمكن تجاهل القضية الشهيرة التي وقعت في مصر قبل سبعين عاما بالتمام والكمال وتحديدا في 15 نوفمبر عام 1948 إلا أن الكثيرين عقب الحلقة وبكل وسائل الاتصال الممكنة طلبوا المزيد من الحديث عن هذه الوقائع، خصوصا أننا طالبنا في الحلقة أن يعرف المصريون تاريخهم!
اعتقادنا أن حادث السيارة الجيب مفصليا في تاريخ الجماعة ومصر لعب فيه القدر دورا كبيرا.. والقصة باختصار أن رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي حل فرع الجماعة بالإسماعيلية فأدركت الجماعة أنها إلى صدام كبير قد يصل إلى حل الجماعة كلها..
فقررت تكليف الإخواني أحمد عادل كمال (ربما على قيد الحياة وكان في الثانية والعشرين من عمره وقتها وهو صاحب كتاب النقط فوق الحروف الذي يحمل عددا كبيرا من أسرار الإخوان) نقل ملفات تحمل أسماء التنظيم السري للإخوان من مكانها إلى مكان آخر بحي العباسية، اعتقدت أنه سيكون أكثر أمنا، وتقرر أيضا نقل عدد من قطع السلاح والقنابل..
كانت السيارة في طريقها إلى المخبأ الجديد حين وصلت إلى حي الوايلي وتحديدا في 38 شارع جنينة القوادر، وكان بالصدفة يقف أمام المنزل أحد مخبري البوليس اسمه صبحي سالم، الذي على خلاف دائم مع أحد السكان الذي اعتقد أن السيارة تخصه.. ولفت انتباهه أن السيارة بلا أرقام فمارس دوره البوليسي بالسؤال الذي تحول فجأة إلى تفتيش ولم يلتفت للملفات إنما أكثر للأسلحة..
فصرخ طالبا المساعدة فهرب أحمد عادل كمال ومن معه، لكنه بمساعدة الناس تمكن من القبض عليهم خصوصا أنه صرخ بالنداء الأهم وقتها في مصر حيث قال "صهاينة صهاينة"!
التقطت الشرطة الخيط وتم إبلاغ النقراشي بمحتوى السيارة وأدرك على الفور أنه أمام كارثة كبرى وأنه في مواجهة تنظيم سري لا يعرف أحد عنه شيئا فأصدر أمرا عسكريا بحل الجماعة ومصادرة أموالها وسرعة معرفة والقبض على أعضاء التنظيم السري.. وقد انتهى الأمر كما تعرفون.. باغتياله هو نفسه بعدها بأيام لترد الحكومة باغتيال حسن البنا نفسه!