المهرجان اللقيط.. أخطر مما نتصور!
كان المنطق يقول إن الحشد بمصر في ذروته ليضرب شعبنا عدة عصافير في وقت واحد من خلال رسائل للعالم أجمع.. أولها أن تضحياتنا في الحرب على الإرهاب مستمرة.. كما أن انتصاراتنا على الإرهاب مستمرة أيضا.. وها هو جثمان ساطع النعماني الطاهر في طريقه إلى الأرض الطاهرة التي استشهد من أجلها.. الثاني أننا ونحن نفعل ذلك ننتهي في بلادنا من منتدى ناجح لنبدأ مهرجان نوعي آخر ناجح جدا بإذن الله.. المنتدى لم تزل أصداؤه في أركان الدنيا والثاني مجرد انعقاده نجاح في ذاته.
الثالث في بلادنا تجري مناورات "درع العرب" ومنها وبها تسعي مصر لاعادة صياغة مفهوم الأمن القومي العربي أو للدقة تريد تأكيد صحة طرحها السابق الذي بدأ بطرح فكرة الجيش العربي المشترك، وتحديد المخاطر على الأمن العربي، وبالطرح المصري ستتوقف النيران المشتعلة بالدول العربية الشقيقة في أسرع وقت ممكن مع تعريف واضح وموضوعي وحقيقي للإرهاب.
وبينما يمكن استغلال مؤتمر التنوع البيولوجي في رفع غير مسبوق للوعي البيئي عند المصريين يشكل قفزة حضارية كبيرة تساهم مستقبلا في حفاظ المصريين على نيلهم وشواطئهم وشوارعهم.. نقول بينما كل ذلك يجري.. أو من المفترض أن يجري.. نجد من يشق الصف ويفسد المسعى ويشوش على الأمر كله بشيء يتم على أرض الإسماعيلية الباسلة أطلقوا عليه "المبدعات العرب"!
في أي شيء الابداع؟ لا أحد يعرف.. في أي مجال التفوق؟ لا أحد يعرف.. من ينظم المؤتمر؟ لا أحد يعرف.. ماذا يعمل منظم المؤتمر؟ لا أحد على وجه اليقين يعرف.. هل كل هذه الصحف التي تبدو في خلفية الاحتفال ترعى المهرجان فعلا؟
نفي وراء نفي وراء استنكار.. من هي الجهة التي وافقت على المهرجان؟ لا أحد يعرف.. فصار مهرجانا لقيطا لا نعرف له أصل من فصل!
سنفترض أفضل فرض ممكن.. أن المهرجان جيد ومفيد.. أنا كمسئول -عن المهرجانات في وزارة الثقافة أو بالأعلي للإعلام أو بمحافظة الإسماعيلية- في هذا البلد أطلب تأجيله حتى تصل رسائلي السابقة لشعبنا وللعالم كله دون شوشرة ودون تشويش.. ولكن.. عدم الوعي يحقق ما يراد بالتآمر سواء بسواء.. لا ينقص الأول من الثانية شيئا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله !