رئيس التحرير
عصام كامل

إضراب التلامذة!


منذ نحو إحدى عشر سنة شاهدت مظاهرة لمجموعة من التلاميذ الصغار أمام البرلمان اليوناني يحتجون فيها على اختصار فترة الراحة، ويطالبون بإعادتها كما كانت، واعتبرت ذلك نوعا من الترف بالنسبة لنا نحن أبناء الشعوب العربية..


لكن هذه الأيام تابعت عن قرب في الرباط عاصمة المغرب إضرابا لتلاميذ المدارس الحكومية، وليس مجرد مظاهرة فقط، اعتراضا على وقف العمل بالتوقيت الصيفي، الذي ترتب عليه خروج التلاميذ صباحا يوميا والظلام لم ينقشع بعد..

والمثير أن هذا الإضراب الذي شمل تلاميذ المدارس الحكومية فقط صار موضوعا للسجال السياسي داخل المغرب.. فالحكومة على لسان وزير التعليم فيها رأت أن قوى وجهات سياسية استثمرت هذا الإضراب، وأن لم تسم هذه الجهات.. بينما ذهب البعض في الإعلام المغربي إلى الحديث عما يمكن تسميته بتمرد الأطفال والصغار على الكبار والأسر..

وهكذا شغلت تلك القضية الرأي العام المغربي لدرجة أن الحكومة المغربية ألمحت إلى أنها ستعيد دراسة الأمر وسوف تجري استقصاءً حول ما يريده الرأي العام بخصوص التوقيت الصيفي، وسوف تعيد تقييم الأمر مجددا بما يرضيه.

وهكذا انتقلت عدوى احتجاجات الأطفال من أوروبا إلى مجتمعاتنا العربية، مثلما حدث في احتجاجات الشباب من قبل، بعد أن صار بالفعل عالمنا قرية صغيرة جدا، في ظل الشبكة العنكبوتية الإنترنت وسطوة مواقع التواصل الاجتماعي.. وهنا أضحى علينا الاستعداد لمزيد من الأحداث والتطورات الاجتماعية الجديدة قبل أن تفاجئنا.
الجريدة الرسمية