عندما يتعلم الأمريكان من المصريين.. يتغيب الإعلام!
للأسف كلما اكتشفنا خطط تدمير الأمم والشعوب نفذناها حرفيا حتى ونحن نزعم مواجهتنا لها.. تزييف التاريخ، ننبه ونحذر ثم نساهم بطريقة أو بأخرى في تزييفه!!.. الطعن في القادة التاريخيين ورموز الأمة، نحذر منه ثم نمارسه باقتدار! يتحدثون عن المعنويات وعند وقائع كثيرة ترفع معنويات شعب بكامله نتجاهلها وكأن شيئا منها لم يحدث!.
خبر صغير قبل أيام يمر مرور الكرام.. فريق طبي أمريكي ينهي تدريبه وتعليمه بجامعة أسيوط!.. القصة أن الجامعة العريقة -عاصمة الطب بالصعيد وأحد محطات الطب المهمة في مصر- أسست لقسم نادر من الجراحات هو الجراحات الميكرسكوبية.. وهي جراحات دقيقة جديدة لزراعة العضلات والأعصاب في بعض الأمراض التي تحتاج إلى تدخل جراحي.. القسم كبر.. وارتفع شأنه.. وعلا اسمه.. ويأتي اليه الطلاب من كل مكان.. لكن أن يكون من بينهم فريق أمريكي وأمريكي جنوبي فالأمر مختلف.
فتأهيلهم لهذا النوع من الجراحات يتم عبر دورة تدريبية في اربع دولة، مصر واحدة وربما المحطة الأهم فيها.. وهنا نتوقف عند إنجاز علمي بتأسيس الوحدة على أعلى مستوى ونجاح عملياتها.. والثاني وفود وأفواج من كل مكان بالعالم تأتي إليهم.
آخرها 30 دارسا عربيا وأفريقيا أكتوبر الماضي.. فضلا عن تدريب أطباء من جامعات مصرية أخرى وتأهيلها لتأسيس وحدات بها وهو مجهود كبير يقوم به الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط وفريقه الماهر!
حدث ما حدث وقضي الأمر.. فريق أمريكي -وخصوصا أنه أمريكي- تدرب على جراحات الضفيرة العصبية في مصر.. وفي أسيوط تحديدا.. وذهب الفريق لدولة ثالثة وسيمارسون تخصصهم بعد تدريبهم بدولة رابعة.. وسيكتب ذلك في سيرتهم التي سيتباهون بها.
كان الحدث يستحق الكثير.. دول أخرى تصنع ما هو أقل لتتغني به.. ونحن يأتينا القدر بالأحداث وندفنها.. الخبر لم يحصل على ما حصل عليه حوادث الخيانة الزوجية والقتل الأسري والهروب من البيوت لأسباب عاطفية أو لطلاق فنانة أو لزواجها!.. ثم يحدثونك عن مؤامرات تتم ضد بلادنا أول المستهدف منها هو "معنويات المصريين" ولا حول ولا قوة الا بالله!