على باب الحكومة.. السلفيون والأوقاف ومساجد الإسكندرية!
ونختتم أسبوع مشكلات القراء من الإسكندرية وتحديدا من العجمي.. ففي الهانوفيل يشكو سكان المنطقة من عدم تنظيم أذان المساجد وخصوصا في صلاة الفجر.. إذ يؤذن- كما يقولون- عدة مساجد في وقت واحد وكل مسجد يستخدم عدة مكبرات صوت تتجه صوت بعضها وتتداخل أصواتها فيذهب جمال الأذان وحلاوته..
الأهالي يحددون مسجد الرحمن بشارع جابر حافظ ومسجد عباد الرحمن بشارع ريتش هوم ومسجد الغفار بالمنطقة ذاتها هذا كله في مربع سكني صغير يقول السكان إنه يحتاج إلى مكبر صوت واحد فقط وهو كاف جدا لإيقاظ الناس والتنبيه لحلول موعد الصلاة!
أهالي اشتكوا لمديرية أوقاف الإسكندرية ووعدت بتنظيم أمر ولم يحدث شيء ويتهمون عددا من المؤمنين بالفكر السلفي بالوقوف وراء ما يجري!
ونقول: كل شيء جميل في الإسلام يفعل البعض عكسه.. الأذان الذي نصلي عليه هو أصلا جاء في رؤيا للصحابي الجليل عبد الله بن زيد ومع ذلك أمره الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بأن "يذهب وليلقه إلى بلال بن رباح".. والسبب جاء في الجملة التالية حيث قال عليه الصلاة والسلام "فإنه أندى منك صوتا"!
لم يتحرج الرسول الكريم من أن الرؤيا جاءت لعبد الله بن زيد حيث انحاز موضوعيا لصاحب الصوت الأفضل للأذان مؤكدا أن الإسلام دين ينحاز لمبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب"، ومقررا أن حلاوة الأذان شرط للدعوة الطيبة للصلاة.. بل إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وليس إلى الصلاة فقط يجب أن تتم "بالحكمة والموعظة الحسنة"!
وبالتالي فمكبرات الصوت ليست إلا وسيلة للتنبيه بمواعيد الصلاة وحلول وقتها.. وليست وسيلة للتنافس بين المساجد أيهما أقوى وأعلى صوتا وبما يؤدي إلى نتائج سلبية! الناس يذهبون للمساجد سعيا إلى ذكر الله وهي صوره مبهجة ما يحدث ليس الوسيلة المثلى لتحقيقها!
المثير أن هناك قرارات بتنظيم مكبرات الصوت لا يلتزم بها المساجد التي لا تتبع الأوقاف فيما يبدو لتخالف الوزارة ومن قبلها منهج الإسلام العظيم نفسه الذي وفيما يبدو هناك من يتعمد تشويه منهجه في كل شيء من الأذان إلى كل الشعائر!
