الأحلام تؤجل مؤقتا.. أنيسة حسونة تكافح «المرض البطال»
«أنا لا يمكن يجيلي المرض، وليه يجيلي المرض اللعين ده، أنا طول عمري كنت أسمع عنه لكن عمري في يوم تخيلت أنه ممكن يصيبني»، قبل أيام روت النائبة أنيسة حسونة تفاصيل تخلصها من مرض السرطان قبل أن يهاجمها مجددًا.
كانت كلماتها خفيفة وروحها المفعمة بالحيوية والتفاؤل والفرحة صبغت حروفها، تتحدث بصيغة المنتصرة على المرض "البطال"، وأنها «بقدرة قادر» من الـ20% الذين ربحوا المعركة ضد المرض اللعين.
أول أمس نشرت حسونة تدوينة صدمة محبيها ومتابعيها على السوشيال ميديا، أعلنت خلالها عودة السرطان مرة أخرى إلى جسدها: «حكايتي اليوم للكبار فقط، لأن مرض السرطان «خبيث» فقد تمسكن وتظاهر، لمدة شهور قليلة بالهزيمة في الصراع بيننا، وبدت عليه مظاهر الرحيل والانسحاب من أرض المعركة، وأنا بسذاجتي المعهودة التي ترغب في تصديق الأحلام المشرقة بدأت في الاطمئنان للأيام القادمة وتصديق أنني قد أصبحت من فئة الـ20% الناجية من المرض».
أن تكون واحدا من الذين انتصروا على المرض اللعين فهو مِنةٌ من الله وأن يعود إليك مرة أخرى فهو اختبارٌ أشد قسوة من سابقه، إن كنت مررت بالتجربة فمن الممكن أن تكون استهلكت فيك الكثير من القوة والإرادة وعند الشفاء تبدأ ترسم مستقبلا كاد أن يمحى، تقول أنيسة: «بعد الشفاء، بدأت في رسم خطط لإسعاد الأحفاد هذا الشتاء والصيف القادم بينما يشغل بالي بشكل مستمر متى يا ترى ستناديني حفيدتي الصغيرة وتقول "تيتا" وتيجي تجري على حضني وهي بتضحك وأحكي لها قصص البطة "بطبوطة" وصديقها الدولفين "دودو" قبل النوم وهي متربعة في حضني وخَدها الناعم على وجهي وأناملها الصغيرة المضحكة تتشبث أثناء النوم بإصبعي وأنا أشعر بمنتهى الرضا والسعادة في هذا الوضع المليء بالمشاعر الدافئة».
تحكي «أنيسة» عن لحظات الفرح التي عاشتها بعد شفائها خاصة تلك الأوقات التي قضتها مع أحفادها: «استغليت كل لحظة لاحتضان وتقبيل أحفادي والاستمتاع بوجودي مع ابنتاي الغاليتين في معظم الأوقات التي تسمح بها انشغالاتهم اليومية فذهبت إلى تدريبات الرياضة الخاصة بالأحفاد وقعدت جنب البيسين لأشاهد حفيدي الصغير يعوم مثل السمكة "البساريا" مستعرضا مهارته أمامي قائلا: شفتيني يا تيتا وأنا أرد بمنتهى الفخر وضحكة كبيرة على وجهي: شايفاك طبعا يا روح قلب تيتا».
كان من المفترض أن تعود إلى إجراء بعض التحاليل لزيادة الاطمئنان على اختفاء تام للمرض من جسدها إلا أن النتائج جاءت معاكسة للواقع والمستقبل الذي رسمته لنفسها: «ذكرني زوجي أنه قد حان الوقت لإجراء التحليل الدوري الثاني لدلالات الأورام بعد انتهاء جلسات العلاج وقد كان، لكن ظهرت نتائج التحاليل مُخيبة للآمال ومشيرة إلى احتمال عودة المرض اللعين مرة أخرى، وأصبت بصدمة قاتلة: لا يمكن أن يكون هذا صحيحا فأنا غير قادرة على المرور بتلك الأيام السوداء مرة ثانية، وبدأت أنظر إلى تطورات حالتي الصحية وكأنها فيلم خيال علمي مرعب لا أفهم منه شيئا».
وأنهت أنيسة حسونة المقاتلة الشجاعة تدوينتها قائلة: «أنا في طريقي للمستشفى لأُجري جراحة خطيرة بعد عدة ساعات قليلة، راضية بقضاء الله وقدره، آملة أن يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعواتكم المخلصة هذه المرة أيضا فأنا لم أرفع رايتي البيضاء بعد».