أردوغان يلاعب السعودية
هذا العنوان مستوحى من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي "لا دوريان"، التي كذب فيها ما قاله الرئيس التركى "أردوغان" مؤخرا، حول تسليم بلاده لكل من السعودية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا، تسجيلات تتعلق بعملية قتل "جمال خاشقجى" في قنصلية بلاده بإسطنبول، وتتضمن تفاصيل تلك العملية..
فقد أكد الوزير الفرنسي أن بلاده ليس لديها مثل هذه التسجيلات، ولم يكتف بذلك بل أشار إلى لعبة سياسية للرئيس التركى "أردوغان" في هذا الصدد!
ومن يتابع الموقف التركى منذ وقوع حادث مصرع "خاشقجى" سوف يستنتج بسهولة أن تركيا تلاعب السعودية بالفعل، وتسعى للتربح من هذا الحادث والخروج منه بأكبر المكاسب، وتستخدم في ذلك سلاح الابتزاز.. فهى عمدت إلى تسريب معلومات إلى الإعلام والصحافة التركية والعالمية، دون تأكيدها رسميا..
ثم هددت على ألسنة عدد من مسئوليها على رأسهم "أردوغان" ذاته بالكشف عن معلومات تحتفظ بها تكشف المتورطين في عملية القتل ومن حرضوهم، ولم تعلن حتى الآن عن هذه المعلومات أو بعض منها.. وبعد ذلك لجأت إلى ممارسة الضغوط على السعودية من خلال مطالبتها بإنهاء التحقيقات التي تجريها بخصوص مقتل "خاشقجى"، وعدم استبعاد أحد من المساءلة فيها مهما كان منصبه ومركزه ومكانته داخل الأسرة الحاكمة..
والكشف عن مصير جثة "خاشقجى"، والمتعاون التركى مع المتورطين بقتله، ثم المطالبة بمحاكمة هؤلاء في تركيا أو إجراء محاكمة دولية لهم.
ولكن عندما يخرج مسئول أوروبي رفيع ليكذب الرئيس التركى على هذا النحو فإنه يشير إلى أن ثمة عدم قبول ضمنى فرنسى لهذا الابتزاز التركي للسعودية، ورفضا لتحويل مصرع "خاشقجى" إلى لعبة سياسية، أو على الأقل رفضا لمشاركة "أردوغان" في هذه اللعبة السياسية المكشوفة.. فليس سهلا أن يكذب وزير خارجية دولة رئيس دولة أخرى على هذا النحو.