اتحاد علماء الشياطين غير اتجاه البوصلة
أيقن من تابع انتخابات الجمعية العمومية وانتخابات "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، بقيادة يوسف القرضاوي، أن النفاق والفوضى ودعم الحكام المناصرين لجماعة الإخوان، سيظل ديدن هكذا كيان أسسته قطر في العام 2004 وتموله من الألف إلى الياء برئاسة القرضاوي، ليكون واجهة الجماعة الإرهابية، ومنطلقا لفتاوى مضللة تستقطب الشباب إلى جماعات متطرفة..
"فتاوى قرضاوية" تحرض على الإرهاب وتوفر الغطاء الديني لتنظيمات وعصابات دموية منتسبة زورا للدين الإسلامي ينفذ قادتها مخططات عالمية لتقسيم دولنا، أما الشباب المنتمون لها فغرر بهم القرضاوي وزين لهم بفتاوى كاذبة طريق الإرهاب والقتل باعتباره جهاد مقدس جزاؤه الحور العين في الجنة.
جمع الاتحاد العالمي تحت مظلته منذ تأسيسه "علماء الشياطين" المنتمين إلى الإخوان المسلمين في العالم كله يحركهم القرضاوي كيفما أراد بفكره التحريضي وإغراء المال القطري.. وعن طريق اتحاد هكذا علماء، لعب الدور الأكبر في إشاعة الفوضى والتحريض على قتل القادة الجيش والشرطة وحرق المنشآت العامة ونهبها في دول مؤامرة "الربيع العربي" خصوصا مصر، تمهيدا لحكم "الإخوان" وهو ما حدث في مصر وتونس وغيرهما.
ومع السقوط المدوي لحكم الإخوان في مصر وانكشاف حجم جرائمهم والقبض على قادتهم، بدأ أفول نجم الفرع الأقوى للجماعة الإرهابية، وإن ظل القرضاوي يبث سموم التحريض وفتاوى الفوضى عبر شاشة "الجزيرة" مستغلا الدين لخدمة السياسة القطرية والترويج لما تتبناه من مخططات تدميرية، عبر تأثيره الخطابي وحضوره في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
لم يكن غريبا عقد الجمعية العمومية والانتخابات المصاحبة لكيان القرضاوي الإرهابي في مدينة إسطنبول التركية بحضور نحو 1500 عضوا من 80 دولة، فالقرضاوي ملتصق بأسياده حكام قطر، ولا يستطيع مخالفة "الموجة"، وبما أن أردوغان هو "سيد المرحلة" وحامي قطر وحكامها منذ بدء عقوبات "الرباعي العربي" عليها، فضلا عن أنه "رافع راية الإخوان" ويأوي الهاربين من قادتها، فلابد أن يرد له الجميل ويجمع له "علماء الشياطين" في داره، وهو ما اعتبره "الاجتماع الأكبر من حيث عدد المشاركين منذ تأسيس الاتحاد العام 2004".
أعلن القرضاوي في كلمته اعتزاله الخطابة ومغادرته منصب رئيس الاتحاد، واعتبرها إطلالته الأخيرة ليسلم بعدها الراية لمن يخلفه، بعد أن تجاوز التسعين عاما، ولم يعد قادرًا على ممارسة مهامه التي دأب عليها منذ تأسيس "الاتحاد".. ومع هذا لم يفت "رأس الفتنة" أن يصفي حساباته مع "الرباعي العربي" المقاطع قطر خصوصا "السعودية".
كما بالغ القرضاوي في نفاق ومديح الرئيس التركي أردوغان، واعتبره "مؤسس تركيا الحديثة، والوحيد المؤهل حاليا لقيادة العالم الإسلامي، بعد أن أعاد الحياة لتركيا الإسلامية، ودافع عن الأمة والعالم الإسلامي بأكمله"!!
حديث "الإفك والنفاق" الذي ختم به القرضاوي مسيرته التحريضية، ليس به عبارة صادقة، فلا أعرف ماذا قدم أردوغان للعالم الإسلامي وكيف خدم قضاياه؟!.. فكل ما أنجزه أردوغان كان لمصالحه الشخصية وغير دستور وقوانين تركيا بأكملها من أجل فرض سطوته وبسط نفوذه وتمكين خاصته وأهله والمنتمين لجماعة الإخوان، وحتى إن عدنا للتاريخ سنجد تركيا دولة استعمارية احتلت دول المنطقة ولم تكن أبدا مثلما أراد تصويرها المنافق القرضاوي!!. لكنه فقط كرر خطابا دأب على ترويجه أردوغان في الفترة الأخيرة في سعيه للسيطرة على العالم الإسلامي بعد فشل حكم الإخوان وحلمه بقيادة دولة الخلافة!!
أجريت انتخابات "علماء الشياطين" وفاز المغربي، أحمد الريسوني، برئاسة الاتحاد وهو كان نائبا للإرهابي القرضاوي منذ 5 سنوات. وبما أنه تتلمذ على يديه ونهل من مدرسة الإفك والإرهاب، فلابد أن يسير على الدرب ذاته، لذا هاجم في تصريحه الأول "الرباعي العربي" لوضعه الاتحاد على قوائم الإرهاب. كما وصف الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بالشهيد، معتبرا أن "قتل خاشقجي تحول إلى قضية ضمير عالمي، ولولا دور وجهد تركيا ما تم الكشف عن هذه القضية وتدويلها".
الإشادة هنا بدور تركيا في قضية خاشقجي واعتباره شهيدا، دعم إضافي لقضية تتبناها تركيا وقطر في حربهما السياسية مع السعودية لفرض إرادتهما في قضايا عدة والاستفادة القصوى من جريمة قتل "الإخواني" خاشقجي في قنصلية المملكة.
ما يهمنا أن ابتعاد القرضاوي "طوعا أو كرها" عن رئاسة الاتحاد العالمي وتعيين "إخواني" مغربي مكانه، وقبلها اختيار التونسي راشد الغنوشي رئيسا للمكتب السياسي لتنظيم الإخوان الدولي، يعني تغيير اتجاه البوصلة وانتقال قيادة التنظيم الدولي إلى المغاربة، وفقدان الثقة في "الإخوان المسلمين" المصريين بعد أن ظلوا في الصدارة عشرات السنين.