المرور والمريخ
مسبار حب الاستطلاع الأمريكي الذي أرسل إلى المريخ يعمل من على بعد مائة وخمسة وعشرين مليونا من الكيلومترات، وبدأ يتحرك لجمع معلومات عن هذا الكوكب الأحمر شقيق كوكب الأرض كوكبنا المصون، الذي لم يصنه الإنسان أبدًا.. هل لأننا أحفاد القاتل أم رددنا أسفل سافلين.
كوكب المريخ نصف قطر الأرض، وجاذبيته عشرون في المائة من جاذبية الأرض التي هي مرتبطة بحياة الإنسان وحركته ودقات قلبه وجريان الدم في عروقه، كما أن كثافة المريخ تقريبا مثل كثافة الأرض بعد عمل التعديلات الرياضية اللازمة، وعلي ذلك لا يفترض اختلافا جوهريا بين الأرض والمريخ.
وكذلك اليوم في المريخ لا يختلف كثيرا عن اليوم في كوكبنا من حيث عدد ساعاته، وسنة المريخ هي ٦٨٧ من أيّام الأرض، ومجاله الجوي أرق ١٥٠ مرة عن مجال الأرض الجوي، وأغلبه ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالنيتروجين في مجالنا الجوي، ودرجة حرارة سطح المريخ تتراوح بين ٢٥ إلى -١٢٥ درجة مئوية.
ويتحكم العلماء في حركة ومسار هذا المسبار على سطح المريخ من هذه المسافة الهائلة، ويسير المسبار ببطء شديد بسرعة خمسة وثلاثين مترا في الساعة، يعني بنفس سرعة سير المرور في عاصمة المعز تقريبا، مما يدل على أن هناك أبطأ من حركة المرور في القاهرة، مع أنه لا يوجد مرور أصلا على سطح الكوكب الأحمر، لكن ليس هناك تلوث. وتعتبر القاهرة من أكثر المدن تلوثا على سطح الحافرة. فيها تلوث من كافة الأمور المعمارية والضوضاء والهواء والمياه.
القاهرة ذات التاريخ والثقافات والآثار المختلفة من كافة حضارات الإنسان القبطية والإسلامية والإغريقية والرومانية وطبعا الفرعونية تصبح أكثر المدن تلوثا..! حركة المرور يمكن إصلاحها، إذا كان هناك إرادة ورغبة، ولكن هل سنعوض هذا التاريخ العريق بما بسمي العاصمة الجديدة؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...