صلاح قبضايا: حلمت بصحيفة معارضة في مصر
في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر 1977 أصدر حزب الأحرار الاشتراكيين أول جريدة حزبية معارضة، بعد تطبيق التجربة الحزبية الثانية بالمنابر الثلاث: "مصر، التجمع، الأحرار".
وحول قصة صدور الجريدة كتب صلاح قبضايا في كتابه "صحفى ضد الحكومة"، قال: "اعتدت دائما وبصفة منتظمة التردد على أستاذي جلال الدين الحمامصي دون موعد أو استئذان، فتحت باب مكتبه في الدور السادس في أخبار اليوم، لكني لم أجده وحده، وفوجئت بأن ضيفه هو مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار وزعيم المعارضة في البرلمان، بادرنى الحمامصي، قائلا: هل ستعمل معنا في جريدة الأحرار؟ وبدون تفكير قلت له: إنه لشرف لي أن أعمل في جريدة معارضة، واستأذنت وانسحبت".
وتابع: "كان أملى دائما أن أرى صحفيين ضد الحكومة يتصدون أخطائها ويكشفون إهمالها، وبدأ حلم العمل في جريدة معارضة يظهر عندى من جديد، خاصة لو كان الحمامصي رئيسا لتحريرها، تعثرت بعد ذلك فكرة إصدار الأحرار التي تحمس لها الحمامصي، لكن انفرد حزب الحكومة بإصدار صحيفة مصر".
وأضاف "قبضايا": "كان هناك غضب من المسئولين وبعض الفئات من الحمامصي بسبب كتاباته للتشكيك في ذمة عبد الناصر بعد رحيله.. زرت الحمامصى وفاتحته في أمر رئاسته للأحرار، فقال إنه سيشارك في الإعداد فقط، وإنه يجب أن تكون رئاسة تحرير الصحف للشباب، وإنه رشح اثنين من الشباب لمصطفى مراد، هم: العبد لله وسمير عبد القادر.. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقترن فيها اسمى بلقب رئيس التحرير بكل ما فيه من بريق ورهبة".
واستطرد: "قلت لأستاذي من حق أي شعب بعد حكم فردي طويل أن تكون له صحف معارضة، وطلبت منه أن يعاون بكل طاقته في إصدار الأحرار، لكن سافر الحمامصى في إجازة إلى أوروبا، وانقطع الحديث عن صحيفة المعارضة، وكان قد تم ترشيح سمير عبد القادر لقيادة الإعداد للجريدة إلا أن موسى صبري رئيس تحرير الأخبار التي نعمل بها أنا وسمير رفض السماح لأي من العاملين بالجريدة الجمع بين العمل بالأخبار والعمل بجريدة حزبية، فانسحب سمير عبد القادر من العرض. وكان على أن اختار لكني فضلت العمل في جريدة معارضة، وقابلت موسى صبري وأبلغته بقراري، وقلت له: إني أفضل العمل محررا في المعارضة على العمل رئيسا لتحرير الأخبار ذاتها.. وإنني أحلم أن أكون صحفيا ضد الحكومة وأخذت إجازة بدون مرتب، بعد أن كلفني مصطفى مراد المشاركة في الإعداد لجريدته بوصفي رئيسا للتحرير".
وواصل "قبضايا" في مقاله: "اعتذرت عن المنصب دون أن اعتذر عن المهمة، واقترحت عليه اسم الصحفى عبد السلام داوود، وتشاور معه لكن داوود وضع شروطا، وهي نشر عموده اليومي في الأخبار "ماقل ودل"، مع الاحتفاظ بمنصبه ومرتبه بالأخبار، وأن يقابل هو شخصيا الرئيس السادات، ويستمع منه شخصيا رغبته في وجود صحيفة معارضة.. وحسما للأمر اتصل به مصطفى كامل مراد يعلن تمسكه بي رئيسا للتحرير، وعلمت منه أن موسى صبري رشحني لذلك، وكذلك مصطفى أمين، وقال إني الوحيد المتحمس للجريدة".
واختتم مقاله قائلا: "اجتمعت الهيئة العليا لحزب الأحرار، وقررت انتخابي رئيسا للتحرير، ومحمد الغلبان مديرا للتحرير، لأصبح أول رئيس تحرير مصري يعين بالانتخاب".