صلاح قبضايا يكتب: الضريبة العقارية
في جريدة الأحرار عام 2008 كتب رئيس التحرير الدكتور صلاح قبضايا مقالا عن إقرار قانون الضريبة العقارية قال فيه:
انتهت لعبة الضرائب الجديدة ودخلت مرحلة القوانين السارية، بعد أن قام أعضاء الحزب الوطني في البرلمان بالدور المرسوم لهم في السيناريو الموضوع الذي لعب البطولة فيه الدكتور يوسف بطرس غالي وأحسن به أداء دور الشرير.
وطبقا للسيناريو المعد مسبقا تصدى المدافعون عن المظلومين للوزير ومشروعاته، وتجملوا وأكدوا فيه صورة الشرير التي أكدها "جو" الشهير باسم الدكتور يوسف بطرس غالي.
وبعد صدور قانون الضريبة العقارية، ومن أجل أن ينتهي السيناريو نهاية سعيدة، فإن سقوط الشرير يفرض نفسه على الأحداث القادمة ليبقى ما حققه ساريا تماما كما أرادت الحكومة وحزبها.
ويفرح المشاهدون بسقوط الوزير، وفي خضم شماتتهم في الوزير ينصرف انتباههم عما تم فرضه من ضرائب ويمتثلون للأمر الواقع ويصفقون للنهاية السعيدة.
وعادة ما يكون النهاية السعيدة هي التضحية بالوزير "جو" باعتباره القائم بدور الشرير بالطريقة نفسها التي تمت مع الدكتور الرزاز الذي استحدث ضرائب الدمغة وضرائب وجمارك ورسوم استمرت سارية من بعده.. لكن الضحايا اكتفوا بالشماتة فقط.
ومن قبل عاصر المخضرمون هذه اللعبة للمرة الأولى عندما قام زكريا محيي الدين برفع أسعار بعض السلع الغذائية المدعومة وكان يومها رئيسا للوزراء وانصب الغضب الشعبي عليه فتمت إقالته وفرح الناس بذهابه.
ومهما كانت الحقيقة فإنني أتوقع ذبح الوزير "جو" سياسيا في أقرب تعديل وزاري، ويومها يفرح الطيبون فيما ناله وينسون ما نالهم، ويظل الأمر الواقع يفرض نفسه حتى يأتينا سيناريو آخر وبطل جديد يقوم بالدور التعس.. وتظل القصة تتكرر مع الأفلام القادمة.