رئيس التحرير
عصام كامل

«عاش للقضية ومات من أجلها».. مسيرات في فلسطين لإحياء ذكرى وفاة ياسر عرفات.. «أبو مازن» من ضريح «أبو عمار»: صفقة القرن لن تمر ومؤامرة حماس ستفشل.. والفلسطينيون يتهمون إسرا

ياسر عرفات
ياسر عرفات

جئت إليكم حاملًا البندقية في يد وغصن الزيتون في يد آخر، كلمات خالدة سجلها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على منصة الأمم المتحدة، وهو الرجل الذي قضى عمره كله من أجل القضية الفلسطينية وفي سبيل استقلال بلاده.


ويوافق اليوم، الذكرى الـ14 على رحيل «أبو عمار»، الذي توفي في العاصمة الفرنسية باريس، بظروف غير معروفة حتى الآن رغم تشكيل لجان تحقيق محلية ودولية للكشف عن سبب وفاته.

وأشارت تقارير عربية أن ذكرى وفاة الراحل ياسر عرفات جاءت هذا العام في ظروف استثنائية، خاصة أن السلطة الفلسطينية أصرت على فرض المزيد من العقوبات والانسلاخ من قطاع غزة بحجة، إنهاء الانقسام، وسط تكالب عالمي لإنهاء القضية الفلسطينية كما رسمها الرئيس ترامب بعد أن أعلن أن القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، ومحاولات لإنهاء قضية اللاجئين، والتي يحارب سكان قطاع غزة لإفشال تلك المخططات بمسيرات العودة المستمرة منذ 8 شهور.

الرحيل
واستشهد «عرفات» في عام 2004، عن عمر يناهز الـ75 عاما، في مستشفى «كلامار»، العسكري في العاصمة الفرنسية، باريس، إثر تدهور سريع في صحته لم تتضح خلفياته، عقب حصاره من قبل جيش الاحتلال في مقره بمدينة رام الله، وسط الضفة، لعدة أشهر، ويؤمن الفلسطينيون، أن إسرائيل هي من اغتالته.

ونقل جثمان ياسر عرفات من باريس إلى القاهرة ثم إلى مدينة رام الله، ودفن قرب مقر المقاطعة في تشييع شعبي مهيب بعد رفض الاحتلال دفنه في القدس المحتلة، وفي 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه برام الله، لفحص سبب الوفاة.

واستبعد الخبراء ذاتهم فرضية الاغتيال، وقالوا إن وجود غاز «الرادون» المشع في البيئة الخارجية، قد يفسر ارتفاع المواد المشعّة في العينات، لكن معهد «لوزان السويسري» للتحاليل الإشعاعية، كشف في تحقيق، عن وجود مستويات عالية من مادة مشعة سامة تسمى البولونيوم في المقتنيات الشخصية لعرفات، وسط تقديرات تقول إنه مات مقتولا بهذه المادة المسممة.

البداية
ووُلد الرئيس الراحل في القدس عام 1929، واسمه بالكامل «محمد ياسر» وتلقى تعليمه في القاهرة، وعرفات مسيرته السياسية، بانتخابه عام 1952 رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية، القاهرة، ومن ثم أسس مع عدد من رفاقه، حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» عام 1959.

ودشنت حركة «فتح» الكفاح المسلح، من خلال أول عمليات الحركة 1964، حيث فجرّ عناصر يتبعون للحركة نفق «عَيْلَبون» داخل إسرائيل، وبعد هزيمة الجيوش العربية عام 1967، واحتلال إسرائيل للضفة وقطاع غزة، واجه «عرفات» صعوبة كبيرة في استمرار العمل المسلح من داخل الأراضي المحتلة، وبدأ بتأسيس قواعد لحركة فتح على خطوط التماس المواجهة للضفة الغربية، بموافقة الأردن، فأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن.

الكرامة
في عام 1968 تصدت قواته التي كانت مدعومة من مدفعية القوات الأردنية، للقوات الإسرائيلية ودخلت معها في معركة شرسة عرفت باسم معركة «الكرامة» انتهت بإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب، وشكلت هذه المعركة قفزة كبيرة بالنسبة لعرفات، إذ أعلن عن انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967.

وبرز نجم «عرفات» أكثر، عقب انتخابه 1969 رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأصبح بذلك القائد الأعلى للمنظمة، التي كانت تضم عدة تنظيمات وطنية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته عام 2004.

وفي 1994، عاد ياسر عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى الأراضي التي أعلنت عليها السلطة بناء على اتفاقية أوسلو عام 1993، ولم يلبث عرفات، أن انتخب رسميا كرئيس للسلطة الفلسطينية، في انتخابات كانت مراقبة من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.

الحصار
وفي 29 مارس 2002، حاصرته قوات الاحتلال عرفات داخل مقره في المقاطعة مع مرافقيه ورجال الشرطة، وتدهورت الحالة الصحية لياسر عرفات أواخر 2004، لتقوم على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن، ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى «بيرسي» في فرنسا، وتم الإعلان الرسمي عن وفاته في 11 نوفمبر 2004.

فعاليات الإحياء
وشملت فعاليات إحياء ذكرى الرئيس الراحل مسيرات، تؤكد بقاءه في القلوب، واستمرار سيرته المناضلة في تأكيد صريح لمقولته الشهيرة: «يا جبل ما يهزك ريح»، وانطلقت مسيرات ونظمت مهرجانات تأبين واستذكار لمسيرة الزعيم الكبير، في مختلف المحافظات.

رام الله
انطلقت مسيرة حاشدة من دوار المنارة وسط مدينة رام الله، إلى ضريح أبو عمار، للمشاركة في المهرجان الذي أقيم بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، حيث وضع الرئيس محمود عباس، إكليلا من الزهور على ضريح الشهيد الراحل ياسر عرفات، كما وضع أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية لفتح، والحكومة الفلسطينية أكاليل من الزهور، إحياء لذكراه.

وقال خلال كلمته: «إن صفقة القرن ومؤامرة حركة حماس لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية لن تمرا، مضيفًا نحن هنا صامدون، سنبقى أشواكا في عيونهم، سنبقى نناضل حتى الوصول إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة».

وأشار إلى أن المجلس المركزي قرر اتخاذ قرارات حاسمة بالأيام القليلة المقبلة بعلاقاتنا مع هذه الجهة أو تلك، وقال: «هذه الأيام نمر بظروف صعبة، والأيام القادمة ستكون هناك إجراءات شديدة، ومع ذلك ستبقى الأبواب مفتوحة».

الضمان الاجتماعي
وحول قانون الضمان الاجتماعي، قال أبو مازن: «فكرنا كيف نحمي حقوق عمالنا وصغار الكسبة والفقراء، وهذا موجود في كل بلاد الدنيا.. هناك ملاحظات كثيرة عليه، وهذا حق لأنه ليس قرآنا، فيمكن أن يحصل فيه خطأ وتجاوز ولا بد من تصحيحه، لذلك قلنا لأصحاب العلاقة تعالوا إلى حوار لنسمع ملاحظاتكم ومواقفكم ونأخذها بعين الاعتبار، وعندما نصل إلى نقاط لا بد من تعديلها، تعدل، وعندما يتم التعديل، يتم بمفعول رجعي، بمعنى أن المواد التي وردت والتي اتفق على إلغائها ستلغى وكأنها لم تكن، وعندما نصل إلى حل لهذه الملاحظات يطبق القانون».
الجريدة الرسمية