لكم الله يا فقراء بلادى !
تكررت تلميحات وتصريحات للمسئولين التي ترفض مجانية التعليم، وتربط بينها وبين التدهور الذي إصابة، وايضًا تقرن بين تطوير التعليم والحاجة لإلغاء هذه المجانية أو التخلص منها، على غرار ما يحدث في دعم بعض سلع بطاقات التموين والخبز والطاقة.
لكن فات هؤلاء أن مجانية التعليم العام كانت موجودة قبل ثورة يوليو، وكنا نتباهى وقتها بجودة نظامنا التعليمى ونشيد به.. أي إن هذه المجانية التي جاء بها طه حسين عندما اعتبر التعليم مثل الهواء والماء يجب أن يكون متاحا لجميع المصريين، وليس لقلة منهم، لم تفسد تعليمنا ولم تصبه بالتدهور.
وأيضًا مجانية التعليم الجامعى التي أقرتها ثورة يوليو لم نفسده، فإن جامعات الخمسينات والستينات المجانية هي التي خرجت لنا أمثال العالم زويل والدكتور مجدى يعقوب، والدكتور فاروق البلد، والدكتور محمد العريان وغيرهم كثيرون.
ولذلك علينا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية لتدهور التعليم في بلادنا بعيدا عن المجانية.. كما أن هناك العديد من الدول تقر وتعمل بمجانية التعليم، ومشهود لها بأن تعليمها متقدم وراق.. والأكثر من ذلك هي تعتبر مجانية التعليم من صميم العدالة الاجتماعية، وليست نوعا من الظلم الاجتماعى كما يعتبرها المسئولون عن إدارة العملية التعليمية في بلادنا، الذين يتصورون أن حرمان الفقراء وغير القادرين من التعليم سوف يصلح أحواله ويطوره، عندما يتيح لهم موارد كبيرة مثل دخل عمرو دياب، لبناء المدارس!
لست في حاجة للتنبيه إلى أن مجانية التعليم هي حق دستوري للمواطنين ولا يمكن سلبه منهم إلا بتعديل هذا الدستور، لأننى أتصور أن من يلمحون الآن للتخلص من هذه المجانية يعرفون ذلك.. ولكننى أنبه فقط إلى أن إلغاء تلك المجانية هو الظلم الاجتماعى بعينه وشحمه ولحمه أيضا، وليس العكس كما يدعى مسئولين عن إدارة التعليم في بلادنا..
ولكم الله يا فقراء بلادى، الذين يريد البعض حرمانهم من التعليم، أحد مقومات الحياة الكريمة!