الإعلام وقياداته!
ما إن انتهت فعاليات منتدى شباب العالم، حتى انشغلت الجماعة الصحفية والإعلامية بأمر واحد فقط طغى على بقية الاهتمامات الأخرى، وهو تشكيل الهيئات الإعلامية والصحفية المنتظر منذ إقرار قوانين الصحافة والإعلام في نهاية الدورة البرلمانية السابقة، وما سوف يعقبه من تغييرات في قيادات التليفزيون المصري والصحافة القومية..
كثيرون يتبادلون التوقعات والتنبؤات والتكهنات وأيضًا الشائعات حول تلك التشكيلات والتغييرات، التي صارت الاهتمام الأول للجماعة الصحفية والإعلامية.. وفات على هؤلاء أنه يتعين أن يسبق ذلك اهتمام أهم بما نريده من الصحافة والإعلام.. أي بالدور والمهمة والوظيفة والرسالة.
إن أداء صحافتنا وإعلامنا يتعرض إلى نقد ليس فقط من القرّاء والمستمعين والمشاهدين، إنما من داخل الجماعة الصحفية والإعلامية ذاتها.. والرئيس السيسي ليس وحده الذي ليس راضيا عن الأداء الصحافة والإعلام.. عدم الرضا يشاركه فيه صحفيون وإعلاميون ومواطنون كثيرون..
ولن ينصلح حال صحافتنا وإعلامنا بمجرد إعادة تشكيل الهيئات الإعلامية والصحفية التي نص عليها الدستور، وهو الأمر الضروري بحكم القانون، أو بإجراء تغييرات في قيادات التليفزيون والصحافة القومية.. قبل ذلك يتعين تحديد ما نريده من إعلامنا وصحافتنا في ظل طبيعة المرحلة التي نعيشها ونخوض فيها حربا ضد الإرهاب ونواجه تحديات ومؤمرات تستهدف تقويض كيان دولتنا الوطنية..
أي صياغة رسالة الإعلام وهدفها الإستراتيجي.. وبعد ذلك يمكننا اختيار من يصلحون لأداء هذا الدور والقيام بهذه المهمة وتحقيق هذه الرسالة.. باختصار الرسالة تسبق اختيار قيادات الإعلام والصحافة.. وإذا فعلنا ذلك سوف نحسن الاختيار لهذه القيادات.. وسوف نضمن إصلاح حال إعلامنا وصحافتنا.