التسلف اللاإرادي!
كما أطلقنا مصطلح "التأخون اللاإرادي" والذي يعني أن كثيرين يعلنون كراهيتهم للإخوان وعداءهم وخصومتهم لهم لكن أغلب آرائهم في قضايا عديدة هي ذاتها خلاصة الدعاية والأكاذيب الإخوانية، التي روجوها طوال خمسين عاما، تركتهم الحكومات في مصر يفعلون ما يشاؤون، والمصيبة الكبرى أن هؤلاء المتأخونين لاإراديا يعتقدون تمام الاعتقاد أنهم مثقفون، ويعرفون كل شيء في حين أنهم ليسوا إلا اسطوانات متحركة ناطقة بدعاية الإخوان.
يستخدمون مصطلحات "الشهيد سيد قطب"، و"أفضل التفاسير للقرآن هو في ظلال القرآن"، و"العلمانيين الكفرة"، و"هزيمة 56"، و"اللي فينا ده غضب من الله"، ودون أن يقولوا لنا اللي فيه اليابان رضا من الله ليه وهم بوذيون ليسوا حتى على دين سماوي!
الآن.. أصبحنا على يقين بالتلسف اللاإرادي، وهو داء ضرب الكثيرين جدا لا يعرفون إصابتهم به.. حتى لو هاجموا السلفيين كل يوم وهاجموا السلفية كل ساعة.. لكن ليس عليك إلا أن تناقشهم في أي موضوع يمس الدين بأي درجة.. ستجد عقلهم الباطن يرسل لك ما يخفيه وستجد وعيهم ينضح بما يحويه من أفكار تسللت واستقرت عبر سنوات..
والإسلام بريء منها براءة كاملة..
ستجد تسلفهم في رأيهم في النقاب حتى لو أصدر الأزهر ألف فتوى.. وستجد جدالهم عن الفرق بين تنظيم النسل وتحديد النسل في سفسطائية مهلكة دون النظر إلى المقصد نفسه.. وستجد آرائهم في المندوب من العبادات وقد حولوها إلى فريضة لا يعرفون الحديث الشريف "إياكم من الغلو في الدين إنما هلك قبلكم بالغلو في الدين"، أي التشدد، ومنهم من ينتقد التشدد كل دقيقة وهو نفسه صورة من أسوأ صور التشدد في الملبس وفي السلوك.
لا يعرف حتى أن الابتسامة وحسن الظن والتسامح من أجمل وأفضل صور الإسلام الحقيقي والصحيح!
وللحديث بقية