رئيس التحرير
عصام كامل

علي أمين يكتب: مسئولية الصحفي لا تنتهى

على أمين
على أمين

في مجلة "الجيل" عام 1955 كتب الصحفي علي أمين مقالا قال فيه:

"الصحافة أصبحت أشبه بحراسة مزلقان السكة الحديد، إن القطار يمر آلاف المرات في المزلقان ولا يهتم أحد بحارس البرلمان، بل إن الناس يحسدونه على مهنته السهلة وسلطاته الواسعة في منع السيارات من المرور وإذا حدث تصادم أمسكوا برقبة حارس المزلقان وألقوا عليه مسئولية التصادم وألقوا به في غياهب التحقيقات ثم السجن".


وتابع: "في كل يوم من حياة الصحفى حادث تصادم والفرق بين حارس المزلقان والصحفى، أن مسئولية عامل المزلقان تنتهى عند انتهاء ساعات العمل ومسئولية الصحفى تظل معلقة برقبته بعد ساعات العمل، إنه يرقب المزلقان وهو راقد في فراشه".

واستطرد الكاتب الكبير:" ولحارس المزلقان مدير واحد ولكن للصحفى مائة ألف مدير هم القراء وكل مدير من هؤلاء يحقق معه ويحكم عليه وينتهى الأمر بأن يجد الصحفى نفسه في السجن وقد يحكم ببراءته 99 ألف قارئ ولكن حكم عشرة قراء بالإدانة يكفى لوضعه في السجن ولو لفترة صغيرة حتى يثبت أنه برئ".

وأردف:"فوجئت في أحد الأيام وأنا جالس في حجرتى بسيدة ثائرة تقتحم باب مكتبى وتصرخ بأعلى صوتها لقد خربت بيتى وضيعت مستقبل ابنتى، وفزعت من هذا الاتهام وبدأ السعاة والعمال والمحررون يتغامزون.. لقد ترجموا صراخ الأم إلى جريمة يعاقب عليها قانون الجنايات وهى تقول حرام عليك، قلت للأم ما اسم ابنتك؟ قالت حسنة.. قلت: أقسم لك أنا لا أعرف هذا الاسم، قالت: لا تكذب إنك نشرت صورتها في الجورنال وضيعت مستقبلها ولازم تدفع لى تعويض لأنكم نشرتم صورتها وقلتم إنها اتجوزت.. قلت لها: ننشر أن الخبر غير صحيح، قالت: من يقرأ خبر الزواج قد لا يقرأ التكذيب".

وأضاف "أمين":"لقد نشرت صورة ابنتها في صفحة الحوادث، وهى كانت في قسم البوليس تبلغ عن سرقة حقيبتها فنزلت صورتها على أنها متهمة ومتزوجة.. إن السرعة في إعداد الصحف هي التي تخلق المشكلات، وهى السرعة التي جعلت الأهرام تنشر مانشيت في الصفحة الأولى (تجريد ثياب القضاة) بدلا من (تجديد شباب القضاة).
الجريدة الرسمية