رئيس التحرير
عصام كامل

إنها مصر.. المحروسة


أعتقد أننا لسنا في حاجة للدفاع عن الأديان بصفة عامة والإسلام بصفة خاصة، فالمؤامرة واضحة أشد الوضوح للقاصي والداني وللمسلم ولغير المسلم وللمثقف والعامي، ومعلوم من وراءها ومن يخطط ويمول لها ويأوي المنفذين لها ويدربهم ويمدهم بالسلاح.


المؤامرة صهيونية ترعاها أمريكا وبريطانيا وبعض دول الغرب والتمويل قطري وإسرائيلي والمنفذون عصابات مأجورة لا دين ولا انتماء لهم، بالإضافة إلى أناس مضللين باسم الدين، ومغرر بهم باسم الجهاد الزائف والبعيد كل البعد عن الجهاد المشروع الذي أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به.

وهناك منظمات وجماعات شريكة في هذه المؤامرة الخسيسة منها جماعة الإخوان وداعش التي صنعتها أمريكا وإسرائيل، هذا ولا يخفي على أحد أن المقصود والغاية من هذا المخطط الدنيء إحداث الفتن الطائفية والإيقاع بين أبناء شعبنا الحر المتماسك مسلميه ومسيحييه.. وتقسيم مصر وإسقاطها كما فعل بالعراق وكما يفعل الآن بسوريا الشقيقة الصامدة. 

ولكن عناية الله بأرض الكنانة وقلب العروبة والإسلام جعلت كيدهم في تضليل، بالرغم من كل الأدوات والإمكانات المادية المهولة التي مازالت تستخدم لتنفيذ هذا المخطط، وكان من فضل الله علينا بل وعلى الأمة العربية الجريحة يقظة الشعب المصري في ثورة التصحيح في ٣٠ يونيو، وظهور رجل مصر الوطني الأصيل والقائد المخلص ابن مصر البار والذي عرض حياته للموت السيد بحق الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحمل ولا زال يتحمل أعباء لا تقوى على حملها الجبال أعانه الله وأمده بمدده وبارك لنا فيه وحفظه من كل شر وسوء.

لقد تحمل هذا البطل مسئولية مصر في وقت كادت أن تضيع وتسقط، ومنذ اللحظة الأولى بدأ في إعداد جيش مصر درعه وسيفه وتعمير البلاد وتنميتها وإحياء مؤسساتها، ووقف من خلفه شعب مصر مسلمون ومسيحيون، ورجال مصر المخلصون من أبناء قواتنا المسلحة.

هذا ولم ييأس أهل الشر كما أطلق عليهم الرئيس بل كما وصفهم الله تعالى في كتبه السماوية فلم ييأسوا بل ازدادوا في حربهم شراسة، فحاربونا اقتصاديا، وأرادوا أن يثور الشعب الذي يعاني من الغلاء والحاجة على قيادته، ولكن شعب مصر الواعي والمدرك لخطورة المؤامرة وما يمكن أن يترب عليها إذا نجحت لا قدر الله، لذا تحمل وصبر كعادته، فراحوا يضربون على وتر الفتنة الطائفية من جديد من خلال أعمالهم الإجرامية وسفك دماء الأبرياء الآمنين باسم الدين.. والدين منهم براء.. بل الفطرة الإنسانية السليمة بريئة منهم ومن أفعالهم الإجرامية الشنعاء. 

هذا ومنذ أيام قليلة فاجأنا هؤلاء القتلة السفلة بسفك دماء ركاب حافلة بالمنيا من إخواننا المسيحيين لإشعال نار الفتنة وأضاعوا وأفسدوا علينا فرحتنا باستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف، وأعتقد أن مصر كلها حزنت حزنا شديدا على ماحدث، ويعلم الله كم آلمني هذا الحادث المؤلم، وذلك العمل الإجرامي الذي لا يرضاه الله ورسوله ولا أي إنسان يحمل معاني الإنسانية، ولكن سرعان مارد رجال الشرطة على هؤلاء القتلة السفلة وكان الثأر سريعا وموجعا، وكم أثلجت صدورنا هذه الضربة، ونطالب بالمزيد والمزيد.

وكم أسعدتنا كلمة البطل القائد والمناضل والزعيم الرئيس وتوعده لأهل الشر في الداخل والخارج، وفي الختام يا سادة القضية ليست قضية دين وإنما هي مؤامرة لضرب أبناء المجتمع الواحد والنسيج الواحد، وإحداث الفتنة، ولكن مصر وأهلها كما أخبر الصادق المصدوق صلوات ربي وتسليماته عليه في رباط إلى يوم القيامة.

صدقت يا سيدي يا رسول الله، فوالله كنت أنا وأخ لي مسيحي في حرب أكتوبر المجيدة في خندق واحد نحارب معا جنبا إلى جنب لرد الاعتبار والكرامة لمصرنا الحبيبة ولأمتنا العربية، والتي أسأل الله أن يفيق بعض قادتها ويعودوا إلى رشدهم، وأن يعملوا لصالح بلدانهم وأمتهم وليعتبروا من دروس التاريخ وزمن التتار والمغول ليس ببعيد، حفظ الله مصر وشعبها الحر.

امض يا سيادة الرئيس فيما أقامك الله فيه، وأبشرك بأنك مع الحق، وأنك مؤيد من الله ورسوله والأولياء والصالحين وكل مصري حر، بل وكل عربي حر، وكلنا من حولك ووراؤك، وستنجح وستنتصر مصر بمشيئة الله تعالى، والله أكبر.. سيف الله قاطعهم كلما علو في مكرهم، هبطوا، هبطوا، هبطوا.
الجريدة الرسمية