فلوس للمدارس!
ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السيسي عن مشكلة بناء المدارس، وتحديدا حاجتنا لبناء نحو ٢٥٠ ألف فصل دراسة جديد حتى نخفض كثافة التلاميذ في الفصول إلى ٤٠ تلميذ في الفصل الواحد، تحتاج لمبلغ كبير لا يقل عن ١٣٠ مليار جنيه، وهو بالطبع غير متوفر في إطار الموازنة العامة للدولة.
وبما أن الرئيس السيسي طالب الرأى العام بمشاركته في البحث عن حل لهذه المشكلة، فإنني أعتقد أن ذلك يجب أن يلعب فيه الإعلام والصحافة دورا مهما.. أي إدارة حوار مجتمعي بحثا عن حل لهذه المشكلة، أو كيف ندبر المبلغ المطلوب لبناء هذا العدد الكبير من الفصول التي نحتاجها.
ولذلك أدعو زملائي في الإعلام والصحافة لكي يتبنوا هذا الحوار المجتمعي حول هذه المشكلة.
وافتتاحا لهذا الحوار المجتمعي ومشاركة فيه، فإنني أطرح ثلاثة مقترحات في هذا الصدد للإسهام في تدبير مبلغ ال ١٣٠ مليار جنيه: الأول، فرض ضريبة لمرة واحدة على كل من يزيد دخله عن مليون جنيه في العام، تخصص حصيلتها للإسهام في تدبير هذا المبلغ.
والثاني، تشجيع التبرعات سواء بالأراضي أو الأموال أو بالجهود العديدة، خاصة أن لدينا متبرعين قدامى بأراض لبناء مدارس في العديد من القرى ومنذ سنوات طويلة.. أما الاقتراح الثالث، فهو يتمثل في الاعتماد على المجتمع المدني ومنظماته في هذا الصدد، مثلما هو حادث في النهوض بالقرى الأكثر فقرا.
ويمكن أن يتسع جهد المجتمع المدني هنا ليشمل مع توفير الخدمات لأهل هذه القرى الخدمة التعليمية أيضا، وتشمل بناء المدارس.
وأيا كانت المقترحات لتدبير هذا المبلغ المطلوب (١٣٠ مليار جنيه)، فإنها يتعين أن تراعي هذه المقترحات العدالة الاجتماعية.. أي تأخذ ممن يقدرون على الدفع ولديهم ما يدفعونه.