رئيس التحرير
عصام كامل

محافظ أسوان في عزاء «مينا».. مشهد من الجنوب!


القدر وحده ساق لص أجهزة المحمول ليسرق أحد المواطنين بأحد شوارع أسوان.. لكن التربية والشهامة والأخلاق معا كانت وراء قرار "مينا سمير كامل" بعدم الصمت ولا الاكتفاء بالمشاهدة كما يفعل الآخرون ممن انتقلوا أيضا من السلبية بالمشاهدة والمتابعة إلى تصوير الجرائم بالمحمول!


"مينا سمير كامل" قرر في أقل من جزء من الثانية مطاردة اللص والإمساك به.. لم يفكر إن كان اللص على ديانته أم لا.. ولم يفكر إن كان المجني عليه على ديانته أم لا.. قرر فقط التصدي لجريمة.. وهو ما جرى فعلا إلا أن أمرا كان بالنسبة للص مختلف إذ إن الأمر بالنسبة له يعني السجن والفضيحة.. فقاوم "مينا" بشدة وتمكن من استعمال سلاح أبيض رشقه في جسد "مينا" الطاهر فسقط وفارق الحياة على الفور وصعدت روحه إلى بارئها!

بات الأمر سهلا بالنسبة للأهالي فالاشتباك الذي حدث انهك قوى اللص فتمكنوا من الإمساك به وسلموه للشرطة، وأصبح من الواجب محاولة إنقاذ "مينا" إلا أن ذلك كان مستحيلا.. وبعد الإجراءات تسلمته أسرته ليكون شهيدا للشهامة والتعامل برجولة نفتقدها تغيب بكل أسى عن مجتمعنا في مواقف عديدة!

اللواء أحمد إبراهيم أبلغ بالأمر فقرر أمس الذهاب لتأدية واجب العزاء في الفقيد الذي أقيم بجمعية ماري مينا بمدينة أسوان، واصطحب معه قيادات المحافظة في محاولة لتكريم قيم نفتقدها اليوم، تجسدت في الموقف الشجاع الذي دفع "مينا" روحه ثمنا له، فلو كل لص يعرف أنه لن يمر بفعلته وأنه ستتم مطاردته لاختفت جرائم عديدة كانت موجودة فعلا في كل العصور، لكن ليس بهذه الوقاحة ولا بهذه المعدلات المزعجة!

رحم الله "مينا".. وألهم أسرته الصبر والسلوان.. والدعوة مفتوحة للمجتمع الأسواني لتكريمه بالشكل اللائق ليكون سلوكه هاديا للكثيرين على روحه تكون بداية لاستعادة قيم كثيرة غائبة كما قلنا..

وكل التحية لمحافظ أسوان.. الذي قام بدوره مشكورا بينما وقبل تعديل المحافظين الأخير كان بعضهم لا يذهبون وبكل أسف لتقديم واجب العزاء ولا حضور جنائز الشهداء!
الجريدة الرسمية