أسباب اختفاء الجزر.. 52 جزيرة حول العالم مهددة بالغرق.. «اسبا خاناكيتا» تتآكل بفعل الرياح.. عاصفة تُخفي «إيست» نهائيا.. مياه البحار تغطي جزر سليمان.. و«ساندي» اللغز الغام
«دعوة للاستيقاظ.. فما يحدث أكثر حدة مما كنا نتوقعه» تعقيب الباحثون وخبراء المناخ على اختفاء عدة جزر بعضها حدث بين ليلة وضحاها وأخرى أخذت عدة سنوات، لكن في العموم كل ذلك ينذر بكارثة تنتظر العالم وستغير خريطة الكرة الأرضية، فيما يلي استعراض لأسباب اختفاء جزر تحت الأرض.
وتقدر عدد الجزر في العالم بـ52 جزيرة التي يسكنها نحو 62 مليون شخص، وجميعها مهددة بالغرق، ويرجع هذا إلى الكثير من التأثيرات الإقليمية كذوبان الأنهار الجليدية وزيادة تيارات المحيطات وازدياد النشاط التكتوني.
دراسة حديثة
وتوقعت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة «ساينس أدفانس» الأمريكية في أبريل الماضي، استحالة الحياة على آلاف الجزر حول العالم، بسبب التغيرات المناخية الخاصةً بالبنية التحتية، وارتفاع مستوى مياه البحر، خاصة الجزر الواقعة بين هاواي والمالديف.
وأكدت الدراسة التي أسهم فيها سبعة علماء من تخصصات مختلفة، خمسة منهم أمريكيون، وباحثان من هولندا وفرنسا أن هناك ضررا سيلحق بتلك الجزر، وتوقع الباحثون أن يغادر الآلاف من سكان الجزر موطنهم، وذلك بعد دراسة حالة جزر مارشال الواقعة في المحيط الهادئ، وهي من المناطق الأكثر تضررا من التقلبات المناخية خلال السنوات الأخيرة.
اسبا خاناكيتا
كانت آخرهم، جزيرة «اسبا خاناكيتا كوجيما» الصغيرة بالقرب من اليابان، حيث كانت واحدة من 158 جزيرة أطلقت عليها الحكومة اليابانية اسما في عام 2014 من أجل تأكيد حقوقها في هذه المناطق وتوسيع المنطقة الاقتصادية.
وبحسب «سكاي نيوز عربية»، يرجح أن تكون الجزيرة اليابانية، ذات الأهمية الإستراتيجية، اختفت تحت المياه الباردة لبحار أوخوتسك بين الطرف الشمالي لمنطقة هوكايدو اليابانية وروسيا، بعد أن تآكلت بفعل الرياح العاتية والثلوج.
وينص القانون الدولي أن الجزر يمكن أن تسجل ضمن الحدود الإقليمية لدولة ما، فقط إن كانت ظاهرة فوق سطح البحر، مما يثير مخاوف لدى اليابانيين بعد اختفاء الجزيرة أن المياه الإقليمية للبلاد قد تقلصت، وتغيرت خريطة البلاد بأكملها.
إيست
وسبقتها بعدة أيام، تجريف جزيرة «إيست» الأمريكية بأكملها في هاواي بالمحيط الهادئ بين عشية وضحاها في أكتوبر الماضي، وأكد العلماء أن هذه الجزيرة النائية، التي تعد موطنا للسلاحف البحرية الخضراء، تآكلت بسرعة بسبب قوة الإعصار الذي ضرب واكالا في بداية أكتوبر.
وكان من المتوقع أن تختفي الجزيرة إيست تدريجيا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، لكن عندما ضربت عاصفة الفئة الرابعة في وقت سابق من هذا الشهر، حصلت الجزيرة على ضربة مباشرة، فاختفت تماما.
جزر سليمان
الكثير منا يتذكر اختفاء خمس من جزر سليمان بسبب التغير المناخية، في مايو 2016، نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار بسرعة أكبر كثيرًا مما كان متوقعًا، نتيجة لتأثير تغير المناخ على السواحل في المحيط الهادئ، وفقًا لباحثين أستراليين.
الجزر المغمورة كانت جزء من «جزر سليمان» و«أرخبيل»، التي شهدت على مدى العقدين الماضيين ارتفاعًا في مستويات البحار السنوية بمقدار 10 مم، وفقًا لدراسة نشرت في عدد من مجلة البحوث البيئية الإلكترونية، وتراوح مساحة الجزر المفقودة بين 2.5 و12.4 فدانا.
ساندي
جزيرة ساندي، التي تشير إليها الخرائط البحرية والجغرافية وخرائط جوجل في المحيط الهادئ، تقع في المنتصف بين أستراليا، والمقاطعة الفرنسية كاليدونيا الجديدة، غير موجودة في الواقع، وهو ما أكده خبراء أستراليون.
عندما ذهب خبراء من جامعة سيدني إلى الموقع المشار إليه عام 2012، لم يجدوا إلا مياه المحيط الزرقاء، رغم أن الجزيرة الوهمية تظهر على الوثائق الجغرافية منذ عشر سنوات على الأقل.
وتقول الدكتورة "ماريا ساتن" من جامعة سيدني كانت ضمن فريق البحث، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، بعد رحلة دامت 25 يوما "أردنا التحقق من ذلك، لأن الخرائط البحرية تشير إلى عمق بنحو 1400 مترا، وهو عمق كبير"، ثم تتساءل كيف وجدت الجزيرة طريقها إلى الخرائط؟ "لا نعرف، ولكننا سنتابع الأمر، لنصل إلى الحقيقة"، وحتى يومنا هذا لم يتم التوصل إلى سبب الاختفاء.