رئيس التحرير
عصام كامل

لافتات الحب في الشوارع «المعنى والرسالة».. «فرويز»: تكشف ضعف الثقافة.. والترحيب بها سبب الانتشار.. والباسوسي: تكذب مدعين غياب الرومانسية.. والمنتقدين يعانون من السلفية الثقافية

فيتو

«أنا بحبك».. لافتة اعتادت العين على رأيتها عند التجول في الشوارع المصرية، رغم أن أهلها معروفون بأنهم متدينون بطبعهم ويتمسكون بعادات وتقاليد تميزهم عن غيرهم، من خجل ونبذ الاختلاط والتعامل مع الجنس الآخر إلا في حدود معينة، مما يثير التساؤل هل تغيرت عادات وتقاليد المصريين، وهل التطور هذا أمر إيجابي أم تغيير في هويتها؟، أما للثقافة الغربية كلمة في هذا المجال؟!


لافتات الحب
تفاجأ أهالي محافظة المنوفية بلافتة أمام كلية الهندسة الإلكترونية بمدينة منوف، مكتوب عليها: "هاجر.. حبيتك غصب عني ومش عارف أقولهالك"، وتعد تلك الواقعة استمرارًا للافتات المجهولة التي يتم وضعها بين الحين والآخر في مختلف مراكز محافظة المنوفية، وليس محافظة المنوفية فقط بينما كافة المحافظات.

وكانت لافتة أخرى أثارت حالة من الجدل منذ ما يقرب من شهر، قام بتعليقها مدرس بأحد الشوارع في نفس المحافظة، للتعبير عن حبه لطالبته، ورغبته في الارتباط بها مكتوبا عليها: "المستر بيحبك وبيغير عليكي.. اوعي تسيبيه هيموت من غيرك.. تتجوزيه؟"، الأمر الذي أذهل سكان منطقة البر الشرقي بمدينة شبين الكوم في المنوفية.

غياب الثقافة والإبداع
اختلف الأطباء والمحللون النفسيون عن وضع تحليل نفسي محدد لظاهرة التعبير عن الحب بين الشباب أو المتزوجين بلافتات في الشارع للتعبير عن الحب أو طلب السماح والاعتذار، حيث يقول "جمال فرويز" الخبير النفسي أن تلك اللافتات ضمن منحدرات الثقافة، ابتكرها أحد الأشخاص وقلدها الباقي، يرجع ذلك إلى غياب الثقافة والإبداع والابتكار.

وضرب "فرويز" مثلا لمحال الموبيلات سواء في شارع عبد العزيز أو العباسية، بدأ أحد الأشخاص في فتح محل لبيع الموبيلات وسار الباقي على أعقابه، مشيرا إلى أن الثقافة والإبداع في انحدار مستمر.

وأكد الخبير النفسي على أن ردود الأفعال كانت لها دور في انتشار تلك الظاهرة، فالبنات دائما يفرحون بتلك اللافتات وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على أكبر عدد ممكن من اللايكات، ولم يتخذ أحد أي رد فعل عنيف تجاه تلك اللافتات، موضحا نفرح بلا وعي الكل يهتم باللقطات الأولى فقط عن النظر للجوهر.

وعلى الجانب الآخر، يقول "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي أن الظاهرة مرتبطة بالتطورات والتغيرات الموجودة في ثقافتنا كما ترتبط بثقافات الدول الخارجية والأعمال الدرامية أيضا.

أوضح الباسوسي في ظل ضغوط المصريين اعتقدنا أن الرومانسية اختفت وأصبحت لا محل لها من الإعراب، ولكن العامل الإنساني ما زال متجذرا بداخلنا، فهي وسيلة غير تقليدية للتعبير عن الحب والإعجاب والرغبة في الإصلاح والاعتذار ويشهد الناس جميعا على ذلك، وهذا يدل على أن الأمور ما زالت بخير وأن العلاقة بين الرجل والمرأة ما زالت موجودة، ولكن طرق التعبير تتغير وتتنوع، مشيرا إلى أن الأفلام والمسلسلات تناولت الظاهرة بالفعل ولكنه يرجح أنها كانت انعكاسا للواقع.

اللافتات والحياء
وعن اعتبار البعض تلك اللافتات تخلي عن برقع الحياء التي طالما عرفوا به المصريون، وأشار الباسوسي إلى أن الرغبة في الإعلان عن الحب والإعجاب أمر إيجابي في ظل الظروف التي يمر بها المصريون، وأن من ينظر إليها كذلك، هم الكلاسكيون الذين ما زالوا يتمتعون بالسلفية الثقافية، اعتادوا على أن الواقع التقليدي لا يتغير، بل أنماط القيم تتغير ولكن القيم نفسها لا تتغير، فهؤلاء سوف يتجاوزهم الزمن، مؤكدا على أن تلك اللافتات لا علاقة لها بالحياء، فالقوي هو من يعبر عن مشاعره بقوة بعيدا عن إخفائها في غرفة مظلمة، وهو ما أصبح غير ملائم في زمننا هذا.

الجريدة الرسمية