رئيس التحرير
عصام كامل

قلعة ملابس كهنة فرعون.. قصة أقدم مدينة لصناعة «الفركة» بقنا (صور)

فيتو

"نولي ياشمسي وضلي.. انسج فيك كلي خيوطي.. واضرب برجلي عليك واستني تطلع ليه أجمل توب وشال".. كلمات لنساء اللتي يعملن بمدينة الفركة بمدينة نقادة الواقعة جنوب محافظة قنا، التي تعد من أقدم مدن العالم التي اشتهرت بهذه الصناعة، وتميزت تلك المدينة بفركة الحفر التي لا زال موجودة حتى اليوم بالرغم من التطور التكنولوجي، إلا أن النساء يفضلن الجلوس على نول الحفر الذي يعد أحد أركان البيت النقادي.


كفن الموتي

في عام 1907 كشفت بعض الحفريات عن وجود حجرة بها نول حفر يستخدم في صناعة الفركة، وكانت في عهد الفراعنة يصنعون منها أكفان الموتى وملابس الكهنة، وفي العصور القبطية والرمانية كانت صناعة ملابس القساوسة، ومعروف أن نقادة من أقدم المدن المصرية التي عاش بها الفراعنة، وكانت بها عدة حضارات.

وقال الطيب محمود، أحد أبناء مركز نقادة: "حجرة النول لا يخلو منها أي بيت في نقادة، وكانت هذه المهنة يعمل بها العديد من الأسر النقادية، وقديمًا في عصر الفكرة الماسي كانت تدق الطبول وتطلق الزغاريد، وتشتعل أغاني الزمن الجميل إحياءً لأفراح البلد بعد موسم النسج والبيع، إلا أن الأمر تغير كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت المهنة تشكو الإهمال".

كما أضاف هارفي منير، أحد أبناء نقادة: "مدينتنا من أقدم مراكز النول الحفر، ولم يستطيع أي غزو في العالم أن ينهي أسطورته، ولكن بالطبع قلة الطلب وعدم وجود تسويق لمنتجاتنا إصابة بخيبة الأمل، وبالرغم من توقف الكثير من الأسر عن العمل، إلا أنه في المقابل ظهرت العديد من الورش التي تحيي تراث الفركة، وتجمع الفتيات والشباب وكبار السن في المهنة لإحيائها مرة أخرى".

وتابعت هبة وصفي، إحدى العاملات بالمهنة: "هذه المهنة كانت ولاتزال شاقة لكل من يعمل بها، وبالفعل رغم أن البعض يعتقد أن حجرتها تشبة السجن والعقاب للجلوس طوال اليوم على النول، إلا أن هذا يتحول إلى فرحة عندما تنسج الألوان، وتتداخل مع بعضها البعض لتخرج أجمل شال وفركة، ونشعر أن الأيام المقبلة ستحمل الخير لتلك الحرفة التي لا تزال متربعة على عرش الحرف اليدوية في العالم".

وقالت نوال ماهر، إحدى أقدم العاملين بتلك الحرفة إنها تظل بالأيام على النول لإخراج قطعة بخيوط ذات ألوان مبهجة، لافتًا إلى أنها تسعد كثيرًا عند رؤية قطعتها تلتف بها النساء وتتجمل بها السائحات.
الجريدة الرسمية