رئيس التحرير
عصام كامل

حتى نتخلص من شروره!


لا تنفي حكومتنا وجود الفقر في مصر، ولا تكابر أو تدفن رأسها في الرمال، كما فعلت حكومات أخرى سابقة، كانت تتعلل بوجود مظاهر سلبية للإنفاق من جانب المواطنين حتى تنفي وجود الفقر هنا.. فمثلا إنفاق المصريين عشرات المليارت على الدجل والشعوذة أو التدخين أو شراء أجهزة الموبايل أو الرغي في المحمول أو الدروس الخصوصية أو كثرة الإنجاب بين الفئات الأكثر فقرا.. كل هذه الظواهر السلبية اعتبرتها حكومات سابقة دليلًا على السفه الإنفاقي وعدم وجود الفقر.


لكنها في الحقيقة دليل على الجهل الذي هو أحد موبقات الفقر.. ولو أن هذه الفئات حصلت على تعليم مناسب وارتقت في السلم الاجتماعي، وتسلحت بالوعي الكافي لتخلصت مصر من العشوائية، ومن التخلف والمرض الذي تدفع الدولة الآن عشرات المليارات للقضاء عليه.

وإذا كانت الحكومة الحالية لا ذنب لها في كثير من مسببات الفقر، فلا يعني ذلك أن تنفض يدها من المسئولية الواجبة لعلاجه، ولا من آثاره وتداعياته حتى تجتثه من جذوره وتخلصنا من شروره.. وهذا يحتاج بلا شك عملًا كبيرًا وإجراءات صارمة تحد من المشكلة السكانية، التي إن استمرت سوف تلتهم ثمار كل إنجاز أو تنمية.
الجريدة الرسمية