الإخوان تمنح قطر «حق التطبيع».. عصام تليمة يعطي الدوحة شرعية دينية وسياسية في التواصل مع إسرائيل.. منير أديب: قيادات التنظيم يتعاملون وفقا لمصالحهم السياسية.. وفتوى الجماعة «مدفوعة الأج

طوال عقود ماضية، صنعت جماعة الإخوان الإرهابية، من قضية التطبيع، أهم موارد شعبيتها، وجعلت من تصعيد الصدام مع إسرائيل سواء على مستوى الشارع العربي، الذي كانت تغيبه بالشعارات عن المنطق وحقائق الأشياء، وما يدور في الكواليس، حتى كشفت الجماعة عن حقيقتها، بإباحة التطبيع القطري مع إسرائيل، باعتباره «حقا للحكومات».

متاجرة جديدة بالقضية

الفتوى الجديدة للجماعة، التي تكشف حقيقة متاجرتها بالقضية الفلسطينية طوال العقود الماضية، جاءت على لسان عصام تليمة، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، وأحد كبار فقهائها، الذي حاول التهرب من إدانة قطر، وبرر سعيها للتطبيع العلني مع إسرائيل، واعتبر أن من حق الدول والحكومات، أن يكون لها رؤاها التي قد تختلف مع الشعوب في قضية التطبيع.

لم ينس «تليمة» التلاعب بالدين وحشده في جانب رأيه، واعتبر أن الشرع ليس له موقفا دينيا ثابتا من القضية، وقد يتغير بفعل الزمن، وهذا بالطبع لا ينطبق إلا على الدولة التي تأوي الجماعة، وتوفر لها دعما لوحستيًا على جميع المستويات، أما أن يحدث تواصل سياسي بين إسرائيل مصر، فيجب أن ينزل على القيادة المصرية سوء العذاب.

المثير أن الجماعة على ما يبدو، لم تكن مطلعة على النوايا القطرية تجاه التطبيع، لذا كانت تحاول حتى الشهر الماضي، استخدام العلاقات الرسمية بين إسرائيل والقيادة المصرية للإساءة للبلاد، وتولى موقع عربي 21، أحد أهم الأذرع الناطقة باسم الإخوان، نشر العديد من التقرير التي تزعم تزايد العلاقات المصرية الإسرائيلية.

حشد الموقع الإخواني نشطاء الجماعة، للتحريض على إنشاء لجان مقاومة تطبيع بالقاهرة، على غرار اللجان التي كانت موجود بتسعينيات القرن الماضي، وطالب الموقع بإرهاب من أسماه «تيار التطبيع» في مصر، بما يتناقض مع سماح الإخوان اليوم لقطر بالعمل على راحتها، وفق «الاعتبارات السياسية وليس الشعبية».

فتوى مدفوعة الأجر

منير أديب، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن تبرير عصام تليمة، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، التطبيع القطري مع إسرائيل، واستضافة فرقها الرياضية المختلفة في الدوحة، بسبب احتضانها قيادات الإخوان.

ويؤكد أديب أن الدوحة تقدم دعما سياسيا وماليا للإخوان، بل وتدعم عصام تليمة نفسه وتدفع له، رغم إقامته في إسطنبول، سواء بظهوره على قناة الجزيرة، أو الفضائيات الأخرى المدعومة من قطر.

وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أنه ليس منتظرا من «تليمة» ذكر قطر في جملة مفيدة تسيء إليها، موضحا أنه لا يفعل ذلك من تلقاء نفسه، لكنها طريقة برجماتية تفكر بها الجماعة، وتستخدمها قيادتها في التعامل.

ويؤكد أديب أن تنظيم الإخوان ليس دعويا كما يشاع، لكنه تنظيم سياسي يبحث عن مصلحته السياسية، سواء كانت في إسطنبول أو الدوحة أو أي مكان آخر.