رئيس التحرير
عصام كامل

من النيل إلى الفرات يا سادة!


يمكن أن نجري ألف مسابقة ومسابقة لمن يقول لنا تنازل واحد قدمه القاتل "نتنياهو" أو قدمه العدو الإسرائيلي عبر ربع قرن ممتد منذ مفاوضات أوسلو إلى اليوم.. ولن نجد! 


القصة باختصار لمن يريد أن يصدق - ولا نعرف متى سيصدق- أن كيانا يعيش على التوسع في عقيدته وقادته أن دولتهم الأساسية حدودها من النيل إلى الفرات.. ينظر إلى العرب.. كل العرب.. باعتبارهم كائنات دونية تستحق السحق والفناء ويعتبرونهم لا يستحقون الحياة لأنهم يلوثون الحضارة الإنسانية!

القصة أيضا: إن جزءا من استكمال الخطة أن ينسى العرب فلسطين ليبدأ مخطط جديد أسهل هذه المرة للوصول إلى الهدف المنشود.. ووقتها لن يرحم التاريخ أحدا!!

يحق لأي حاكم أن يفعل ما يشاء.. يستقبل من يشاء وقتما يشاء ويذهب لمن يشاء متى شاء.. يكره من يشاء ويحب من يشاء.. لكن دون أن يقول لنا إنه يفعل ذلك من أجل العرب، وإنه يفعل ذلك كعربون لـ"إسرائيل" كي تتشجع وتتنازل! والمصيبة أنهم يعتبرونها هي التي تتنازل!

هذا الصراع الممتد بين العرب وإسرائيل حتى لو "دلعوه" و"خففوه" وتحول إلى "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي" استوعبه جيدا جمال عبد الناصر وأدرك أن له قانونين صالحين حتى اليوم وإلى الأبد، أولهما أن الصراع صراع وجود وليس صراع حدود.. الثاني أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة..

والقانون الثاني طبقناه تماما في 73 ولم تعد سيناء إلا بعد انتصارنا في أكتوبر المجيد، ولم تذهب إسرائيل إلى أوسلو وغيرها إلا بعد الانتفاضة الفلسطينية الأسطورية بنسختيها الأولى والثانية، ومعهما العمليات البطولية والتي عندما توقفت تراجعت إسرائيل عن كل تعهداتها!

ولن يحصل الأشقاء في فلسطين أو في سوريا على شيء إلا بتطبيق القانون المذكور نفسه.. وصحيح أننا غير قادرين على تحقيق ذلك الآن لذا فلنترك الأمر إذن للمستقبل، فربما جاء جيل قادر على ذلك دون تنازلات مخجلة.. فليغلق كل منهم داره على نفسه ولا يلقى وجه ربه وقد ارتكب أبشع ما يمكن أن يلقي به وجه ربه..

لقاء القاتل "نتنياهو" وقد ضم القدس الشريف ويهين المقدسات العربية إسلامية ومسيحية ويقتل الفلسطينيين كل يوم.. خصوصا أنه لا بينه وبين من يستقبلوه -ومن سيستقبلونه- حدود مشتركة ولا حروب مباشرة سابقة ولا خطوط تماس ملتهبة ولا اتفاقيات ملزمة ولا علاقات دبلوماسية لها استحقاقاتها ولا حتى تفويض من أحد ولا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ملحوظة: السبب الحقيقي لما يجري أشرنا إليه في مقالات سابقة وسنكتبه من جديد بالتفصيل في مقال مستقل!
الجريدة الرسمية