السيسي وميركل
بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣ سعت ألمانيا تحت قيادة المستشارة ميركل، إلى دفع الدول الأوروبية لمقاطعة مصر وفرض عزلة عليها، حاولت استصدار قرار من الاتحاد الأوروبي لوقف تصدير السلم الأوروبي لمصر.. لكن الموقف الألماني تحت قيادة المستشارة ميركل تغير تماما في غضون السنوات الخمس الماضية..
وتحولت المقاطعة التي سعت ألمانيا لفرضها على مصر إلى تعاون كبير ومتعدد المجالات معها.. فقد زار الرئيس السيسي ألمانيا ثلاث مرات، وزارت المستشارة ميركل مصر في العام الماضي، وتم عقد خمس قمم بين السيسي وميركل.. وصارت واحدة من الشركات الألمانية من أكبر المستثمرين في مصر.. وتم إبرام أكثر من صفقة سلاح بين البلدين.. وألغت ألمانيا الحظر على سفر سائحيها إلى مصر.
لقد تغير حال العلاقات المصرية الألمانية تماما.. من المقاطعة إلى التعاون الكبير السياسي والعسكري والاقتصادي.. ولم يحدث ذلك لحدوث تغير في القيادة الألمانية، مثلما حدث في العلاقات المصرية الأمريكية التي شهدت بعض التغير الملحوظ بعد أن تغير ساكن البيت الأبيض ومجيء إدارة أمريكية جديدة.. إنما حدث هذا التحسن الواضح في العلاقات المصرية الألمانية في ظل وجود القيادة الألمانية ذاتها..
وهذا يعني أنه نتاج جهد مصري على الساحة الخارجية.. جهد كبير ومكثف ومتصل منذ الرابع من يوليو ٢٠١٣ لفك ذلك الحصار الذي حاولت دول وأجهزة مخابرات علينا، لأننا تجرأنا وأفشلنا مخطط الأمريكان والغرب في فرض حكم الإخوان علينا، وهو الجهد الذي تواصل واستمر وتصاعد بعد أن صار لدينا رئيس منتخب..
ثم جاءت السياسة الخارجية التي انتهجتها مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي لتعيد صياغة علاقات مصر مع دول العالم على أسس جديدة، تقوم على المصالح المتبادلة، وهي القاعدة التي يقوم على أساسها التعاون بين الدول حتى إن لم تتوافق كل رؤاها ومواقفها المختلفة في القضايا الدولية والإقليمية، مع الحرص على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وهكذا صورة مصر خارجيا الآن تختلف تماما عن صورتها قبل خمس سنوات.. وحدث ذلك عندما استعادت قوتها الداخلية وأدارت سياستها الخارجية بكفاءة.