رئيس التحرير
عصام كامل

"المطرية التعليمى" الداخل مفقود والخارج مولود.. المستشفى بلا أدوية والنظافة لا تعرف أقسامها.. أسوارها محاطة بسوق للأغنام.. والباعة المتجولون فى كل مكان.. نقص حاد بالأجهزة والأمن دائم الغياب

فيتو

"مستشفى المطرية التعليمى"، إحدى المستشفيات التى افتتحها الرئيس السابق حسنى مبارك لتكون أكبر مستشفيات الجمهورية على الإطلاق، إلا أنها أصبحت الآن غير قادرة على الرعاية الصحية بالمستوى الجيد للمرضى، لضعف إمكانياتها ونقص الأدوية وبعض الأجهزة.


"فيتو" تجولت داخل المستشفى وسألت المرضى عن مدى رضاهم عن الخدمات التى تقدم لهم، حيث قال "عم سعيد" أن شقيقه أجرى عملية جراحية "فتاق" بالمستشفى وهناك اهتمام من قبل الأطباء إلا أن الملاحظ وجود نقص كبير فى أعداد الممرضات، وهو ما يجعلهم ينتظرون لفترة طويلة لإجراء الأشعة التى يطلبها الأطباء.

فى الوقت نفسه، ذكرت والدة الطفلة "تقى" التى ترقد على أحد أسِرَّة قسم الأطفال، أن القائمين على صيدلية المستشفى يبيعون الأدوية الموجودة بالمستشفى، ما يدفعهم إلى شراء هذه الأدوية من الخارج، قائلة:" العلاج مجانى هنا صحيح والرعاية كويسة بس الأدوية مش متوفرة".

ولعل أبرز المشاهد التى برزت بالمستشفى، الإهمال الواضح فى عملية النظافة بالمستشفى بداية من خارج سور المستشفى حيث تحاط المستشفى بسوق من الأغنام وكذلك مخلفات المبانى أمام المدخل، وكذلك عدم نظافة دورات المياه، كما رصدت عدسة "فيتو" ترك الأسِرَّة غير الصالحة فى طرقات المستشفى.

أما العيادات الخارجية، فمشهد الزحام وتزايد أعداد المرضى ساعة بعد أخرى لا يتوقف وللأسف فإن هذا الزحام الشديد مع ارتفاع درجات الحرارة يساعد على انتشار ونقل العدوى بين المرضى.

وأمام هذا الإهمال، ليس غريبًا أن تجلس سيدات وبحوزتهن ملابس جديدة لبيعها للمرضى والزائرين، حيث تقوم بعض السيدات بالمرور على الأقسام المختلفة للترويج للملابس التى بحوزتهن، على الرغم من أن الراحة والهدوء سمات يجب الحفاظ عليها بغرف المستشفيات.

وفى سياق ما سبق، أكد أحد أطباء قسم الأطفال، رفض الإفصاح عن اسمه، أن الأطباء يواجهون عدة مشكلات فى مقدمتها ضعف الإمكانيات، موضحًا أن قسم الأطفال يعانى نقص الأدوية وعدم توافر الأدوات الطبية كخراطيم الأكسجين أو المحاليل الطبية التى يحتاجها الأطفال ومرضى القلب، فضلا عن عدم توافر حقن التشنجات إلا بقسم الطوارئ فقط.

وأضاف أن غرف العناية المركزة تواجه نقصا فى أجهزة "المانيتور" الذى يقيس نبض القلب ورسم المخ، لافتا إلى أنه يضطر إلى تمرير الجهاز من سرير لآخر للاطمئنان على صحة الأطفال.

وذكر أن الأطباء فى النهاية هم من يتعرضون لانتقادات ويقعون ضحية لهذا الإهمال، موضحًا أن الأهالى يعتدون عليهم ويصل الأمر فى كثير من الأحيان إلى إشهار الأسلحة فى وجوههم وكذلك الأسلحة البيضاء، حيث سبق وأن اعتدى أقارب أحد المرضى على طبيب الجراحة الموجود بقسم الاستقبال .

وأكد أنه سبق وأن تم احتجاز 4 ممرضات رهائن منذ عدة أيام بسبب مشاجرة وقعت بين عائلتين وفور وفاة أحد أبناء العائلتين طالبت عائلة أخرى الأطباء بتسليمهم مريض محتجز وأمام رفض الأطباء لذلك، تعرضوا للاعتداء والضرب، مطالبًا وزارة الداخلية برفع درجات التأمين للمستشفى والأطباء.
الجريدة الرسمية